|
شباب فماذا لو اضطر للعمل مرغماً في عمل لايرغبه؟ فالأمثلة أكثر من أن تعد وتقترب من تشكيل ظاهرة عامة فكيف يتبلور عندئذ تأثير العمل على شخصية الشباب، مثلاً إحدى الشابات اضطرت لأن تعمل (كومبارس) فتتعامل بنفور واضح تجاه من يسألها عن آلية مجيئها للعمل وتقول: لا أحب هذا العمل أبداً لا أنا ولا شقيقتي وقد اضطررنا للعمل فيه، كما تخشى أن تضطر للاستمرار فيه، رغبت فيه والدتها من أجل الأجر. في أحيان كثيرة يمتهن الشباب أعمالاً - مقنّعة تقترب من التسول- مثل بيع العلكة أو المحارم، حيث يطارد بعضهم الزبون لمسافة طويلة كي يرق قلبه ويشتري شفقةً على الشاب، لاحاجةٍ لما اشتراه منه، كما نقرأ عن مهن خطرة على الحياة يمارسها أصحابها من أجل المتطلبات المادية مثلما يعمل شاب يقود (موتوسيكل) على حائط ويقوم بحركات بهلوانية أثناء القيادة تعرضه للموت بأي لحظة كأن يقود برجليه كنوع من الاستعراض وجذب المتفرجين ومن أجل مزيد من البطاقات. ترى هل يمكن لهذه الأعمال أن تخلق الاتساق مع النفس الذي يحققه العمل؟ وهل يسير الحال كما هو مأمول منه نحو النضج العقلي والاجتماعي الذي ينشدونه من أجل الشباب سألنا الدكتور (فايز شالاتي) عن العلاقة الإيجابية المثمرة التي تحقق هذا الجانب فقال: يعتبر العمل الحقل الأساسي لاختبار القدرات في أي مرحلة من المراحل الدراسية للشاب إذ يعبرعن مختلف المهارات والقدرات العقلية ويرتبط بنمو الشخصية المتوازنة القادرة على التكيف والأداء الناجح، فالعمل الإيجابي هو الذي يؤدي خدمة للذات كما هي للمجتمع ويعطي مردوداً صغيراً من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وإذا كان بعض الأعمال ستاراً يتذرع بها الشباب لابتزاز الآخرين بوسائل مثيرة للشفقة بحيث يقدمون الأجر أو المقابل كإحسان أو صدقة، فإن هذا النوع من العمل يخرب ويدمر ويدهور الشخصية ويجعل من هذا العنصر غير إيجابي ومن المحتمل أن يكون في المستقبل عرضة لكثير من الاضطرابات السلوكية والاضطرابات الاجتماعية، وربما في حالات كثيرة سيمارس سلوكاً عدوانياً لنفسه وللآخرين،خصوصاً إن كانت امكاناته تسمح له بممارسة أعمال منتجة بحق، ومن جهة ثانية يعتبر التقبل والرضا لممارسة أي عمل أو مهنة هو الأساس الحقيقي لخلق التوازن النفسي والاجتماعي وبالعمل هذا يصنع الشاب ذاته ومصيره لكونه يؤكد إنسانيته وكرامته ومن المعروف أن المجتمع الذاتي يهيئ لأفراده هذه الحالة بالضرورة. |
|