|
فضائيات
على الهمس حتى لزوجته كاشفاً لها من أين أتى بها. نعم، إنه حمدي قنديل بما يقدم من رصيد للمشاهد الذي عاهده بأن يبقى قلمه يدوي بالحقائق ولأجله فقط.. ها هو يطل علينا من جديد ولكن هذه المرة على شاشة الفضائية الليبية وببرنامجه الذي رفض أن يغير عنوانه لطالما كان له من التأثير ما أرق عشاق الظلام فزاده تألقاً. لم ينهزم أمام جحافل التهديد والوعيد والملاحقة، فالعروض التي قدمتها له فضائيات عديدة، أولها الدنيا والشام السوريتان، ومن ثم المنار والجديد، بل الحب الذي دفع عشاق قلمه للمطالبة بأكبر قدر ممكن من الرصاص، دفعه لقبول عرض الفضائية الليبية التي ورغم ما قيل له عنها بأن الحرية فيها معدومة إلا أن العقد الذي وقع عليه يتضمن أن يقدم ما يشاء في برنامجه ودون وجود خط أحمر. وهكذا عاد (قلم رصاص) البرنامج الذي استطاع أن يستقطب إعجاب ومشاهدة جماهيرية دفعت الكثير ممن يتابعه للإلحاح في طلب تقديمه ما جعل قنديل الذي فكر وسعى إلى إنشاء فضائية رصاصية خاصة برصيده الثقافي والفكري والاجتماعي، يؤجل المشروع كي لا ينقطع دوي ما يطلق عن أسماع المشاهدين الذين رأوا فيه ما لم يروه في الدعوات القيادية والقمم العربية التي لم تقدم مصارحة وإنما مصالحة على رأي قنديل. قالوا له في الفضائية الليبية قدم برنامجك من المكان الذي تريد فاختار لندن مكاناً لبثه وذلك إلى أن يأتي يوم يقال له فيه: باي.. باي لندن! قنديل اعترف أنه وأسرته أحبوا دبي وأهلها، وأنه تمنى لو يبث برنامجه منها.. ولكن، ولأن على الإنسان أن يراعي المشاعر الأخرى وجد من الصعوبة القيام بذلك ولا سيما أن برنامجه أوقف في دبي التي لم يرغب أن يتركها ولاسيما أنه عاش فيها قبل أن تحصل الأزمة الاقتصادية وكي لا يكون ناكراً لودها. وكعادته تعرض في حلقة البرنامج للفساد والقمع والاضطهاد الذي يدفع ضريبته المواطن في كل أنحاء العالم. أيضاً تعرض للقمة كسواها من القمم التي لا تجدي نفعاً أمام ما يحصل من نكبات وانتهاكات إنسانية. أخيراً.. قام قنديل بتوجيه رصاص قلمه ودفعة واحدة إلى السلطات في مصر ذلك أنه علق على قيامها بمصادرة أكثر من 200 أنبوبة غاز قيل إنها مهربة إلى غزة ولأنه يحب مصر أكثر من حبه لأي دولة فقد تمنى لو افتخرت تلك السلطات بأنها فعلاً تهربها، فلا شك أن ذلك سيكون فخراً يشرفها لا مزايدات تسقطها.. |
|