|
لوفيغارو الإيباك لوبي مناصر لإسرائيل وأميركا هدفه السهر على الدعم الكامل للتحالف الاستراتيجي الذي يربط الدولة العبرية بالولايات المتحدة منذ عام 1948. هذا المجلس يلتقي سنوياً لمدة ثلاثة أيام كاملة خلف الطاولات المستديرة التي يحركها خبراء وشخصيات سياسية رفيعة المستوى، وافتتح أعماله هذا العام الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز واختتمها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أشار فيه رئيس الـ «إيباك ديفيد فيكتور» إلى أهمية اللقاء لكون الشرق الأوسط يمر بفترة تحديات لا سابق لها، مؤكداً أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لتوصل أصوات إسرائيل حليفتها إلى الكونغرس. تم تأسيس إيباك عام 1951 أي بعد تأسيس الدولة الإسرائيلية في فلسطين بثلاث سنوات والتي تشكلت من القادمين الشتات، واعتمد لوبي الــ «إيباك» على تقوية العلاقة الأميركية- الإسرائيلية ليضمن نجاح الدولة الجديدة، ولم يبحث أي شخص أميركي في هذا الهدف مجدداً وسط المؤسسة السياسية الأميركية، التي أولت عملها الدبلوماسي لمسألة الدفاع عن إسرائيل. لوبي إيباك الذي لا يمول أي حملة انتخابية، يتمركز حول أهدافه في التدريب والسيطرة.. وهو يضم بين صفوفه أعداداً كبيرة غير يهودية. يصنف لوبي الإيباك الذي يضم مئة ألف عضو، حسب الخبراء بمصاف لوبي المتقاعدين أو لوبي الأسلحة، ويذكر موقع إيباك على الانترنت أن ميزانيته تصل إلى 45 مليون دولار، وإضافة إلى الدعم السياسي الكبير الذي يحظى به فهو يحرك أموالاً طائلة، ويحصل على تقدمات قد تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات من شخصيات عديدة. هذا وكان قد حضر اللقاء نصف منتخبي الكونغرس تقريباً من جمهوريين وديمقراطيين لأن لوبي الإيباك يضم الحزبين، كما لوحظ تواجد العديد من أعضاء حكومة أوباما وأغلب السفراء المفوضين في واشنطن، ثم ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتحدث مُتجنباً لفظ عبارة «الدولة الفلسطينية» مكتفياً بتعابير غامضة حول الاقتصاد والسلام، تم التصفيق له كثيراً حين تحدث عن التهديد النووي الإيراني. مؤتمر الإيباك هو مسايرة الدّارج بالنسبة للسياسات، وبحسب العُرف الراسخ فقد حضر هذا المؤتمر في العام الماضي جميع المرشحين الرئاسيين لعرض وجهة نظرهم حول الشرق الأوسط وعبروا عن ارتباطهم بالعلاقة مع إسرائيل، فقد وصفته هيلاري كلينتون يومها «باللقاء العملاق للعائلة» ومدحه ماكين بقوله: «منظمة رائعة» وأوباما أشار إلى أنه «رباط لاتُفصم عراه بالأمس واليوم وأبداً»، وفي اليوم التالي للقمة التي عُقدت مؤخراً صَعِد آلاف المشاركين إلى تلة الكابيتول من أجل إجراء الكثير من اللقاءات مع برلمانيين، ووسط قلق أعضاء إيباك من انفتاح إدارة أوباما على إيران أرادوا إقناع النواب التصويت لإنزال العقوبات القاسية بهذه الإدارة بحال إخفاق المفاوضات، وينص مشروع قانونهم على فرض عقوبات على الشركات التي تمول إيران بالوقود. لهذا نجد اليوم أن هذه الاستراتيجية محاطة بالتوتر، أمام رغبة أوباما الأكيدة بإحداث التوازن من خلال تسوية الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، إذ أكد مؤخراً وبوضوح على أهمية التوصل إلى حل الدولتين. ونائب الرئيس أوباما أوضح كذلك انزعاجه من استمرار الاستيطان الإسرائيلي للأراضي المحتلة، كما دعا رحم إيمانويل مدير الإدارة الرئاسية والشخصية القوية في الجماعة اليهودية الأميركية أصدقاءه في لوبي الـ «إيباك» لتغيير مسارهم بحسب عدد من المصادر، قد تلجأ الإدارة للضغط على نتنياهو وتظهر الدعم الأميركي غير المشروط لسياسة اليمين الإسرائيلي التي اتضحت في عصر بوش. وكان قد تمّ توضيح هذا الدعم غير المشروط عام 2006 في كتاب مجُلجل (بعنوان: اللوبي المناصر لإسرائيل وسياسة أميركا الخارجية) لأستاذين في الجامعة جون ميرشيمرmearsheimer وستيفن والت وهما معروفان بتوجههما المعتدل وبتأييدهما لإسرائيل، لكن هذا الكتاب أثار جدلاً واسعاً واتهامات بمعاداة السامية، إذ كشفا ماكانا يشاهدانه من نموذج opa التابع لليمين الإسرائيلي الليكودي حول سياسة أميركا الخارجية عن طريق إيباك، وقد صرح ستيفن والت في شباط الماضي لراديو فرنسي : أنا مناصر لإسرائيل، لكن أقدر أن وجود سياسة غيرمتوازنة لاتخدم مصالح الولايات المتحدة ولا إسرائيل، أما الفرنسي- الإسرائيلي أوفر برونستين bronstein فقال: «أنا متأثر من الالتزام المدني للإيباك، لكني لا أوافقه على تعريفه للمصلحة الإسرائيلية، إذ يجب التوصل إلى حل لدولتين مستقلتين، ونتنياهو يعرف ذلك». كرد على هذا القلق حول الانحياز الكبير للوبي إيباك نحو اليمين الإسرائيلي، ظهر لوبي منافس ومناصر لإسرائيل جي ستريت j street غايته تحريك الشارع اليهودي الليبرالي من أجل التوصل إلى تقارب أكثر توازناً للصراع، اتخذ مكاناً له في الكونغرس منذ العام الماضي، هذه المنظمة الجديدة شجعها سراً فريق أوباما الذي يبحث عن دعم ليتمكن من تغيير سياسته الخارجية، يقول مسؤول في جي -ستريت: «لدى إيباك أذن في المؤسسة السياسية، لكن هناك العديد من اليهود غير متفقين مع الليكود، ونحن نتوجه إلى هؤلاء، ولاننسى أن أكثر من 78٪ من الجماعة اليهودية صوتت لأوباما، ولم تعد تدعم هذه الجماعة سياسة تخفق منذ زمن طويل»، الإسرائيلي آفي بيكر- الأستاذ في جامعة جون تاون- يشرح أن «الجماعة اليهودية الأميركية عالم معقد» لكن أغلبية أميركية «صلبة» التحقت برؤية لوبي الـ إيباك وتشككه حول الرؤية الحالية لدولة فلسطينية. 3/6/2009 |
|