تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صدى الحوار في صنع القرار...!

اقتصاديات
الإثنين 8-6-2009م
عصام تيزيني

لا يختلف اثنان ان الاقتصاد السوري يمر الان بمرحلة انتقالية اصلاحية فيها بعض الصعوبات خصوصا انها ترافقت مع العديد

من التغيرات الاقتصادية الدولية فالسنوات الثلاث الماضية حملت في طياتها العديد من المنغصات التي اثرت حتى على الاقتصادات المستقرة في العالم. وعليه وبما ان اقتصادنا يعيش حالة التحول هذه حيث انه لم ينفك كليا عن الشكل المركزي ولم يصل ايضا كليا الى الشكل المنشود وما بين هذا وذاك فانه لا بد من تضافر الجهود بين كل الفعاليات سواء كانت منتجة او اكاديمية او في موقع المسؤولية وهذا في الحقيقة لا تتم ترجمته الا من خلال لقاءات وورشات حوار تعكس رغبة الجميع في الوصول الى (او على الاقل السير بشكل صحيح) نحو الهدف والسؤال هنا ان اي حوار هو المقصود؟ هل هو حوار صاحب القرار مع منفذه بحيث يبدو الاول مدافعا عن قراراته والثاني مطالبا؟ ام ان المطلوب هو الحوار الندي الذي يكون فيه المسؤول مشاركا بالاستماع اكثر مما هو في الاملاء؟.‏

في الحقيقة ان ما دفعني الى كتابة هذه الكلمات هو غلبة الشعور بأن اي حوار يجمع المسؤول مع اصحاب الفعاليات الاقتصادية غالبا ما تصبغه الاملاءات من المسؤول وبعض المجاملات من السائل وبعض من تناقض الافكار لينتهي الامر فيما بعد الى ان تكون هذه الفعاليات (الاقتصادية) في موقع المطالب اللجوج اما المسؤول فيكون في موقع المدافع عن مشروعه وقراراته. في الوقت الذي يجب ان يكون الامر غير ذلك فبناء الاقتصاد ليس حكرا على المسؤول وحده ولا على الفعاليات المنتجة وحدها انه امر يعني الجميع كل حسب موقعه وبانسجام وتنسيق مع الاخر ولا بد ان يكون التلاقي بينهم مبنيا على هذه القاعدة . فالفعاليات مطلوب منها ان تتقدم بطروحات وتبادر بشكل بعيد عن مصالحها الضيقة طبعا وان تتحدث بمفهوم المصلحة العامة التي تبني العموم لا الخصوص وكذلك بالمقابل فان المطلوب من صاحب القرار ان يكون متبينا للفكر الديناميكي الذي يقر بمصالح الاخر عندما لا تتعارض مع الخط العام المرسوم بالتالي فإن صدى اي حوار يعتمد هذه القاعدة لا بد ان يكون ذا فائدة محققة لمصلحة القرار الذي تتم صناعته والا فاننا سنعاود التعديل تلو التعديل ونخسر الوقت الذي نحن في امس الحاجة اليه فعلينا ملاحقة الركب ،ان العالم يتقدم وعلينا الا نكون خارجه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية