|
أبجــــد هـــوز وكان يركب خلف ابنه الذي يقود الدراجة النارية, والحديث يدور بين الابن والأب عن ابن آخر يدرس في بلاد الألمان, وهنا خطر للأب أن يسأل ابنه المثقف عن موقع ألمانيا؟ فما كان من الابن الذي يقود الدراجة النارية بطريقة أولاد المسؤولين إلا أن ترك مقود الدراجة ليشير بكلتا يديه الاثنتين إلى الشمال قائلاً: في هذا الاتجاه تكون ألمانيا, فاختل توازن الدراجة المسرعة وانقلبت بالابن والأب الذي دق عنقه قبل أن يستفيد من تلك المعلومة الجغرافية عن موقع ألمانيا.. لأنه قد فارق الحياة. الابن البار الذي تسبب بموت أبيه مقابل المعلومة الجغرافية التي تتعلق بموقع بلاد الألمان لم يشأ أن يتسبب بمصيبة أخرى تحدث لأخيه القاطن في بلاد الغربة, وكان مضطراً لإخباره بالحدث الجلل حول وفاة المرحوم, فارتأى أن يخبره بطريقة لا تشكل له صدمة مباشرة, وأن يسرب لأخيه خبر الوفاة بالتقسيط المريح, وكان ذلك قبل شيوع الهاتف, فأرسل له البرقية التالية: أخي العزيز, ألمت بالسيد الوالد وعكة خفيفة.. وسيشيع جثمانه الطاهر يوم الأربعاء إلى مثواه الأخير, نرجو حضورك للمشاركة في مراسم الجنازة وتقبل التعازي. بعض أو كثير من المسؤولين ممن بيدهم الورقة والقلم, أي الحل والربط, والذين قلوبهم على أعصاب المواطن, لا يرون في بعض أو كثير من الأزمات الحياتية واليومية التي تلم بهذا المواطن المسكين أكثر من وعكات خفيفات. |
|