|
الافتتاحية والاتحاد الأوروبي يدرس إمكانية استخدام نفوذه التجاري للضغط على «إسرائيل» لوقف الاستيطان.. موقف بارد يلتحف مرة أخرى بالعباءة الأميركية.. ثماني سنوات لإدارة أميركية تقود العالم عبر مساحات للشرور بلا حدود, وأوروبا إما ساكتة وإما مؤيدة «بريطانيا وغيرها» مع بعض الاستثناءات بأصوات استطاعتها منخفضة وعمرها قصير.. ثماني سنوات كانت كافية لأن يهتف الشعب الأميركي للتغيير فيأتي بأوباما.. رحبت أوروبا مشكلة صدى للصوت الأميركي, ووقفت خلف الولايات المتحدة تنتظر «التغيير»! أرجّح أن شعوب المنطقة ودولها بمواقفها المختلفة والمتباينة تريد موقفاً أوروبياً أكثر انتماء لأوروبا... هكذا كان.. هكذا تأتلف مع المنطق.. فأين جديد أوروبا؟! طبعاً نحن لسنا أبداً ضد التحالف والتفاهم والتعاضد الأوروبي الأميركي... لكن.. فيما يخص قضايا المنطقة نرى أن أوروبا هي الأقرب, والشريك لأبناء المنطقة الأعمق في التاريخ والثقافة.. وهي معنية كثيراً فيما نعاني منه.. منذ وعد بلفور إلى العدوان الثلاثي على مصر.. وبالتالي وفي ظل التحالف الدائم الأميركي - الأوروبي يفترض أن أوروبا هي صاحبة الموقف الأوضح والأجرأ والأكثر مباشرة.. والمؤثر الأول في كيفية توجه القرار الأميركي في ظل فسحة الأمل التي تتيحها الظروف الراهنة للإدارة الأميركية.. أعني تماماً إدارة الرئيس أوباما.. ذلك سيحسن شروط العمل من أجل السلام في المنطقة الذي إن كان بشكل طبيعي جزءاً من السلام العالمي فهو السلام المباشر لأوروبا.. لقد راهن الكثيرون من أبناء المنطقة على الموقف الأوروبي منذ أواسط القرن الماضي، حين بدأت أوروبا تعلن عن صوتها المميز.. وتأملوا الخير.. وعارضته «إسرائيل» ورفضته وصرحت بأنها تعارض أي دور لأوروبا في عملية السلام. نحن حريصون جداً على علاقات منطقتنا وشعوبها مع أوروبا.. وحريصون من أجل ذلك أن نسمع صوتاً ونرى دوراً ذاتياً فاعلاً لا يتبع لصوت ودور آخر.. وذلك لن يتعارض بالضرورة مع الدور الاميركي، بل سيسهل له مهمته كلما ارتدى لباس الجدية، وتحول الى دور واعد على مستوى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. أمس أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بمنتهى الوضوح ان نتنياهو يكذب فيما يخص اتفاقات مع الادارة الاميركية السابقة على الاستمرار في الاستيطان..وبتقديرنا ان لدى اوروبا امكانيات كبيرة لتشجيع ودعم الولايات المتحدة،لكشف كذب وزيف ادعاءات اسرائيل والتباس موقفها من مسألة السلام.. وأن تكون مبادرة في ذلك ولاسيما أن اميركا تعلن بوضوح أنها تتلمس الكذب الاسرائيلي كما اشارت السيدة كلينتون، وقبلها الرئيس أوباما الذي سبق أن صرح أن العلاقات الاميركية الاسرائيلية لم تكتنفها الصراحة دائماً.. لا أعتقد أن أحداً في أوروبا أو أميركا لا يعرف أن السلام لن يقوم مع الاحتلال والاستيطان والتدمير.. فلماذا خسارة الزمن، وإضاعة الوقت في التستر على الكذب الاسرائيلي .. منذ غزة وحتى اليوم... ننتظر بعداً آخر للمواقف الأوروبية.. بعد يستوعب الانتقال من المحايدة إلى رفض الظلم.. ومن الرفض «كان هناك صوت أوروبي يرفض ما جرى في غزة ويتألم له»... إلى المبادرة.. السياسة الأوروبية تجاه المنطقة تحتاج فعلياً للتغيير ليس تبعاً لتغيير سياسات أخرى بل للحاجة الذاتية.. حتى على صعيد التعاون في البناء والتبادل الاقتصادي واتفاقات الشراكة؟! وإن دقق الأوروبيون جيداً في الانطباعات المتشكلة عن نتائج الشراكات والمواقف.. سيجدون بالتأكيد حاجة لتغيير أسلوبهم تجاه المنطقة سواء في حرارة القول والإعلان أم في جدية المواقف وإلزاميتها وسرعتها. |
|