|
نيويورك تايمز فوفقا لتقييم أجراه في بداية العام الماضي الخبير - جوزف ستبحليتنر- الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد بأن التكلفة الاجمالية للحرب ستتجاوز تريليون دولار والسبب في هذه الزيادات أن الحرب في العراق لم تدار بشكل جيد. وكان التقرير الذي أعدته اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس الأميركي قد حذر من أن تكلفة الحرب على العراق وافغانستان قد تصل على المد البعيد إلى أكثر من 3,5 تريليونات دولار اذا لم تكن هناك تعديلات أساسية على مسار الحرب الحالية التي لها حصة الأسد من الأموال الأميركية والملفت للنظر أن بلدا كأميركا لا يستطيع ايجاد الموارد الكافية لتوفير التغطية الصحية لأطفاله أو إعادة إعمار مدينة - نيو اورليانز- أو اصلاح النظام التعليمي educational system المترهل. وفي هذا الشأن يقول رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس السيناتور - تشارلز شومر- أن السبب الرئيسي الذي يدعونا لإنهاء الحرب في العراق هو الخسائر الفادحة في الأرواح من دون القدرة على تحقيق الأهداف المنشودة وأضاف السيناتور شومر قائلا: ثمة حاجة ملحة لوقف هدر مبالغ طائلة من الأموال يمكن توظيفها بما هو أفضل ولاسيما داخل أميركا وأكد شومر أن عملية التبذير الكبيرة الجارية حاليا تدفع الكثيرين للشعور بالقلق حول مستقبل هذا البلد ووفقا للتقرير الذي أعده خبراء أميركيون تجاوزت مطالب بوش الرسمية بخصوص تمويل الحرب 600 مليون دولار إضافة إلى نفقات معالجة الجرحى والمعوقين ويضاف اليها فوائد الأموال التي اقترضتها الإدارة الأميركية لتمويل العمليات الحربية وفي هذا الاطار ثمة تكاليف أخرى لا حصر لها مثل اصلاح واستبدال الآليات والمعدات العسكريةmilitary equiments إضافة إلى التكلفة الباهظة لتجنيد أفراد الجيش والاحتفاظ بهم. والأهم من ذلك يكشف التقرير الذي لم يجنده الجمهوريون في الكونغرس وقائع وحقائق تتعلق بالتداعيات السلبية للإنفاق غير المحسوب وغير العقلاني في الحرب على المجتمع الأميركي ويظهر أن المصاريف الضخمة التي انفقت حتى الآن في العراق لم تردع بوش وإدارته عن فكرة الحفاظ على التواجد العسكري الأميركي في العراق لسنوات قادمة إن لم يكن لعقود طويلة long decades وأكثر من ذلك فإن حجم الانفاق على الحرب في العراق تجاوز كل التقديرات المتفائلة لإدارة بوش حيث فاقت المخصصات المالية المرصودة للعراق عشر مرات التقديرات الأولية للبيت الأبيض. وخلال الفترة الماضية سعى السيناتور - شومر- ونواب آخرون أعضاء في اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس - دون أن ينجحوا حتى الآن - باستقطاب باقي النواب وتوعية الرأي العام الأميركي لإقناعهم بعبثية الاستمرار في ضخ مئات المليارات بل التريليونات من الدولارات العامة لتمويل مغامرة بوش الطائشة حتى دون أن تلوح في الأفق بوادر حل. وعندما سئل السيناتور - شومر- عن الفترة الزمنية التي يمكن أن تنسحب فيها القوات الأميركية من العراق أجاب قائلا: نبدأ بسحب الجنود خلال ثلاثة أشهر لنكون خارج العراق خلال سنة وبرأيي لابأس في أن نحتفظ بقوة صغيرة يتراوح عددها ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف جندي لمواجهة - القاعدة - إذا ما أقامت معسكرات لها في العراق ولاقت كلمات - شومر-تجاوبا لها في سياق آخر عبر عنه السيناتور الديمقراطي - جيم ويب - وعضو اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس عندما قال في أحد البرامج التلفزيونية التي استضافته في الآونة الأخيرة: ليس من المصلحة الاستراتيجية لأميركا الاحتفاظ بتواجد عسكري طويل الأجل في العراق. |
|