|
عالم النساء ترى هل اختلفت شخصية امرأة اليوم عن شخصية جدتها في الأمس? أم أن الرجل الحاضر مغاير لرجل الماضي? هل ساهمت حقاً المدنية والتقدم في ذبول العواطف البشرية? في إحدى الجلسات النسائية, كان الحديث عن امرأة طلقها زوجها بعد ثلاثة وعشرين عاماً, وكن جميعاً ناقمات على هذا الرجل, الذي جحد بعشرة السنين, بعد أن أفنت شبابها معه, إحداهن نعتت الرجال بأنهم جميعاً تجري في عروقهم الخيانة, وأخرى قالت إن الرجل مثل شهريار سرعان ما يقطع رقبة المرأة التي انتهت صلاحيتها عنده. لكن في الوقت نفسه هناك نسوة أيضاً يركضن خلف أهوائهن, ورجال تفانوا من أجل إسعاد أسرهم, لكن هذا لا يعني أن الكفتين راجحتان! في رأيي أن المرأة نادراً ما ترمي أسرتها من أجل بناء حياة أخرى,كونها شديدة الالتصاق بالرجل الذي تحبه, بعكس الرجل الذي بحكم تركيبته الذكورية يهوى التغيير والتجديد. والسؤال المطروح دوماً على طاولة المفاوضات الأسرية, بوجوب التحري حول ماهية الأسباب الحقيقية لهذا الجفاء الفكري والعاطفي بين الرجل والمرأة, والذي يدفعهما في النهاية إلى إغلاق كل منهما بابه على نفسه? بلا شك هناك ثغرات مفتوحة من الصعب فهم أعماقها, فكل تربة تختلف طينتها عن الأخرى, وكذلك أصناف البشر نساءً ورجالاً يتباينون كل حسب شخصيته وتربيته التي نشأ عليها, فالمرأة والرجل شراعان معلقان في مركب واحد, قد ينكسر يوماً أحدهما في وسط البحر والسؤال: هل من الممكن أن يصمد المركب, ويقاوم بشراع واحد حتى يصل إلى شاطىء الأمان? أم يستسلم لنهايته المحتومة بالغرق في قاعه? هناك مناطق عازلة في حياة كل إنسان, قد ينجح الرجل والمرأة في الوصول إلى هذه المساحة الغامضة ويفك طلاسمها, ويتأبط كل منهما ذراع ا لآخر إلى نهاية العمر. إن الشعار الذي ينادي به الأقوياء بأن البقاء للأقوى يمكن التعامل به بين وحوش الغابة وفي ساحات المعارك, أما تحت أسقف البيوت فهناك كلمة سر لعبور المناطق المحظورة. فن لا يحتاج لأبجد هوز, وإنما يحتاج للغة أسمى وأعمق.. لغة القلوب المتفانية. "> thawrazein@yahoo.com |
|