تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تهمتي أنني جميلة ......!

عالم النساء
الاثنين 28/1/2008
قدمت الممثلة العالمية مونيكا بيلوتشي فيلماً بعنوان (مالينا) عبرعن مأساة المرأة التي حباها الله بالجمال الأخاذ, وتدور أحداثه في إحدى قرى جزيرة صقلية, حيث يذهب أحد الر جال للمشاركة في الحرب العالمية الثانية, تاركاً وراءه زوجته الفاتنة (مالينا)

والتي تتحول حياتها إلى جحيم بسبب ملاحقة الرجال لها وغيرة نسائهم منها إلى الحد الذي يطلقن فيه الشائعات التي تؤكد علاقتها بآخرين غير زوجها, وفي الوقت الذي تصمد فيه مالينا يأتيها خبر وفاة زوجها يزداد الهجوم عليها من كلا الطرفين, الرجال بملاحقتهم لها, والنساء بحقدهن عليها, فلا يتركنها حتى تتحول إلى إحدى فتيات الليل.‏

وفي هذا الإطار من منا لايتذكر مارلين مونرو, التي على الرغم من جمالها الباهر, والذي كان بوابة دخول لها إلى عالم السينما بعد حياة بائسة قضتها في طفوتها وصباها, منذ سنوات إلا أنه أيضاً كان الباب الذي دخلت منه الأحزان والتعاسة, لتنتهي حياتها في قمة شبابها منتحرة, بعد موتها انكشفت الكثير من الحكايات التي تحكي عن مدى تعاستها في حياتها الخاصة, بدءاً من فشلها في العثور على الحب الحقيقي رغم ملاحقة الرجال لها,و انتهاء برفض النساء لها بسب غيرتهن من جمالها الأخاذ الذي كان يثير الشكوك حولها.‏

(نقمة الجمال تمتد إلى العديد من النساء اللواتي يشغلن مواقع مهمة في كافة المجتمعات ) فالمرأة الجميلة يقع عليها دائماً عبء إثبات حسن النيات في علاقتها بالأخريات, والقدرة على النجاح في ما تؤديه من أعمال إذا كانت من النساء العاملات, فعلى المستوى الاجتماعي تعاني المرأة الجميلة من غيرة النساء المحيطات بها وقد يصل الأمر إلى ترديدهن حكايات تقلل من شأنها, وأحياناً تتطور الأمور للنيل من سمعتها, وتزداد مأساتها إذا كانت عاملة, حيث تقضي وقتاً طويلاً في محاولة إثبات قدرتها في العمل وأنها تمتلك مهارات وكفاءات أخرى, فيستغرق منها ذلك وقتاً طويلاً حتى تستطيع وضع الأمور في نصابها, والنتيجة ليست دائماً في صالحها, فالبعض منهن يفضلن ترك العمل والبعض الآخر قد يواصلن العمل ولكن تحت ضغوط نفسية شديدة قد تتسبب في إصابتهن بالاكتئاب.‏

على الجانب الآخر نجد أن المرأة الجميلة ليست دائماً ضحية الآخرين, ففي بعض الأحيان تكون ضحية نفسها, خصوصاً عندما تصاب بالغرور معتبرة أن مالديها منه يكفي لتحكمها في مقاليد الأمور في الوقت الذي تفتقد فيه لحلاوة الحديث ومرونة التصرف, لينطبق عليها المثل القائل (كوني جميلة واصمتي) ويحكى أن الفيلسوف الشهير برنارد شو جلس يوماً مع امرأة شديدة الجمال من قالت : تعلم أنه لو تزوجنا, يمكننا إنجاب طفل يأخذ مني الجمال, ويرث عنك العقل? فرد عليها شو ساخراً: (أخشى لو تزوجنا أن يحدث العكس, ننجب طفلاً يشبهني في الملامح, ويأخذ عنك عقلك).‏

لايشترط في المرأة الجميلة الغرور وضحالة الثقافة, ولكن نسبة ليست بالقليلة من هؤلاء بتن هكذا, متناسيات حقيقة مهمة مفادها أن الجمال السطحي مهما طال عمره فلابد له من زوال, تماماً كالأزهار التي وصفها الكاتب الإنجليزي الشهير وليم شكسبير في إحدى مسرحياته بالقول:( عندما تذبل الأزهار تصبح رائحتها أسوأ من رائحة القصب). ولهذا فالمرأة الجميلة التي لاتعد ذاتها ليوم يغيب فيها عنها الجمال قد لا تتحمل زواله أو ذبوله على الأقل من الناحية النفسية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية