تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كم عدد الأطفال المطلوب قتلهم في غزة?!

المحيط
شوارع العالم
الاثنين 28/1/2008
حرصت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في مقال افتتاحي باسم أسرة التحرير, على تذكير قرائها بحكمة التأبين التي قالها رئيس الأركان الإسرائيلي موشي ديان قبل خمسين عاماً بمناسبة مصرع أحد الاسرائيليين في مستعمرة ناحل عوز, قال ديان:

(مالنا نشكو من كراهيتهم الشديدة لنا- يقصد الفلسطينيين.. إنهم يعيشون منذ ثماني سنوات في مخيمات اللاجئين في غزة, وأمام عيونهم.. نقوم نحن بجعل الأرض والقرى التي عاشوا فيها هم وآباؤهم ملكاً لأنفسنا) كان ذلك في عام ..1958 وقد مضت ثماني سنوات على مخيمات اللاجئين في غزة. والآن تنقضي خمسون سنة على وجود هذه ا لمخيمات, و نستطيع أن نتصور إلى أي مدى يبلغ الآن حجم وعمق هذه الكراهية..‏

وقد تفاخر رئيس جهاز مخابرات الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ديسكين بقتل 810 فلسطينيين خلال عامي 2006- .2007‏

غير أن آفي ديختر وزير الأمن الداخلي- اعتبر أن هذا العدد غير كاف, فالرقم لا يمثل في تقديره سوى خمسة بالمائة من مجموع من أسماهم ب (المخربين) في قطاع غزة. وكما هو معلوم فإن إسرائيل تضع الآن مليونا وأربعمائة ألف فلسطيني في قطاع غزة داخل سجن كبير, وتفرض عليهم عقاباً جماعياً يشمل الحرمان من الطعام والدواء و الكهرباء والمياه, وحتى كتابة هذه السطور توفي 75 فلسطينياً بسبب نقص وسائل العلاج داخل غزة.‏

الأطفال الإرهابيون!!‏

وقد أصدرت منظمة (بتسليم) الإسرائيلية لحقوق الإنسان بياناً تتساءل فيه: (هل ماريا عوكل ابنة ال 5 سنوات مخربة وإرهابية, وهل الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال وعددهم 152 طفلاً و48 دون الرابعة عشرة.. من الإرهابيين).‏

وأضاف بيان المنظمة الإسرائيلية: (هل تشمل قائمة يوفال ديسكين أسماء الأطفال آية الأسطل ابنة ال 8 سنوات, ومهند أمين ابن ال 6 سنوات ويحيى سواف ابن ال 9 سنوات , وأخاه نصر الله ابن ال 5 سنوات?).. وهل يعتبر ديسكين أن هديل ريبان ابنة السابعة ومحمود وسارة أبو رغال أبناء الثمانية إرهابيين ودمهم مباح?..‏

وكم عدد الأطفال الذين يجب قتلهم حتى يرتوي (آفي ديختر) المتعطش للدم وحتى يعتبر أن عدد القتلى غير كافِ?..‏

وتستخدم إسرائيل طائرات أف-16 الأمريكية الصنع لقصف الأحياء السكنية المكتظة التي تتكدس بيوتها وتتلاصق ويعيش فيها البشر فوق بعضهم البعض في أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم, بحيث يعجز حتى أمهر الطيارين عن (تحديد) هدفه بدقة.. ولكن لماذا التدقيق?..‏

إن الطيار سوف يتلقى التهنئة من رئيس الوزراء إيهود أولمرت في كل الأحوال مادام قد قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين! فهذا هو الانجاز المطلوب.. فالمقتول لا بد أن يكون إرهابياً.. وإذا لم يكن إرهابياً اليوم فسوف يصبح كذلك غداً. عندما يتجاوز مرحلة الطفولة أو إذا كانت المقتولة امرأة فهذا أفضل.. حتى لا تلد في يوم من الأيام ولداً.. يمكن أن يصبح إرهابياً!! والبيت الذي يهدمه الجنود يندرج في إطار (الإنجازات) لأنه يصلح لكي يكون مأوى للإرهابيين في أي وقت من الأوقات!‏

الضحية.. إرهابي, والقاتل السفاح المتحضر ديمقراطي! والمجازر الأمريكية في العراق وأفغانستان, والمجازر الإسرائيلية في لبنان, ليست إرهاباً وإنما هي من أجل حقوق الإنسان?!!. ودولة الاحتلال ليست أرهابية, وإنما هي تقف في الصف الأول دفاعاً عن الحرية والمدنية والسلام والأمن! ثم إنها (تدافع عن نفسها) في مواجهة طائرات ومدرعات وأساطيل الفلسطينيين.‏

لقد أصبحت كلمة الإرهاب لاتنطبق على وجه الخصوص سوى على العربي.. ضحية الإرهاب.. والآن يتعهد أولمرت بأن هذه الحرب لن تتوقف بل سوف تستمر بلا رحمة وبلا تسوية وبلا تنازلات إنها حرب إسرائيلية تحت غطاء أمريكي.. ووسط عجز عربي يصل إلى حد الشلل..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية