تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فيروز.... ورياح الشام ....

آراء
الاثنين 28/1/2008
ماجدة زنبقة

يا أيتها ( النسمة ) التي تتحدى في قوتها رياح الأعاصير ...

يا أيتها ( الأنثى ) التي علمت أجيالاً ما تعنيه الأنوثة ...‏

ياأيتها ( العصفور ) الذي يحلق بنا كالنسور...‏

يا أيتها ( السنديانة ) التي لا تنحني أمام الزمن ...‏

يا أيتها ( الوداعة ) التي هي رمز العنفوان ....و العظمة....‏

يا أيتها ( الملكة ) المتربعة على عرش القلوب ....‏

يا أيتها ( العملاق ) الذي لا يشبه أحدا من عمالقة عصره....‏

يا أيتها ( الزوجة ) التي علمتنا معنى القوة بصورة الضعف ...‏

يا أيتها ( النقاء ) في زمن الرماد... والذي علمنا ما يعنيه النقاء ...‏

يا أيتها ( البياض ) الذي يغسل سواد النفس ...‏

دمت ....‏

فيروزة .... تلمع في سمواتنا ....‏

دمت ....‏

شمساً .... تشرق على صباحاتنا .....‏

دمت ....‏

رفيقاً .... لا يحلو لنا فنجان القهوة إلاّ بصحبته ...‏

دمت ...‏

إحساسا ... ورقة ... وشاعرية ....‏

دمت ....‏

نجمة تستحي من حسنها بقية النجوم...‏

دمت سفيرة ...‏

دمت ملهمة ...‏

دمت مدرسة ... معلمة .... مربية ...‏

لمعنى الفن .... بعيداً عن الابتذال‏

لمعنى الحب ..... بعيدا عن الأنا‏

لمعنى القداسة... لمعنى الطهارة ... لمعنى العفة .....‏

دمت ...‏

طائرة تحمل على متنها آلاف الركاب في رحلة ... لا تنتهي حتى..‏

نمسك بالقمر ...‏

ونعانق النجوم ...‏

ونرافق الفراشات في رحلة بين الزهور...‏

ونتنسم مع الطيور نسيمات الوطن....‏

ونلتقط مع العصافير قوتا ً يوميا ً تجود به السماء ...‏

بلا تعب ...‏

بلا قلق ...‏

بلا هم ....‏

كيف لا ?‏

و الأب السماوي ...‏

يقوتها ويغذيها ... حبا ً ورعاية ...‏

في كل يوم ... ومع كل فجر جديد ...‏

فهو .. هو ... أمس .. واليوم ... وإلى الأبد‏

دمت .....‏

( إيماناً ) ....‏

وحباً وخيراً‏

سنة عن سنة ...‏

ودمت ... أنت ودمشق‏

رمز الطهر‏

رمز النقاء‏

رمز المحبة السماوية‏

رمز وروح ثقافة الأصالة العربية ...‏

التي تفخر دمشق الياسمين أن تكوني من جديد على أرضها ..‏

و كما كنت طوال اثنين وعشرين عاما.... تزينيها ... بأناقة وفرادة حضورك ...‏

فتكون ... افتتاحية مباركة لعام مبارك ...في دمشق الشام ..‏

تلك التي تبادلت معها رسائل الحب والعشق... و الغرام ...‏

الذي كان يتجدد .. عاما بعد عام‏

فإن كنت الى اليوم تقولين ( سائليني ياشآم )‏

حين عطرت السلام‏

كيف غار الورد واعتلّ الخزام‏

نقول لك ...‏

تعالي .. نعتق النغمات البيض نرشفها‏

فقد..... صرخ الحنين إليك .......‏

ونادتك الرياح‏

رياح قاسيون ... رياح الشام‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية