تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قائد الشام وياسمين الشام.. جدلية العشق السرمدي..

آراء
الاثنين 28/1/2008
محمود شيخ عيسى

من رأى كفيك الطاهرتين أيها القائد الإنسان تمتدان إلى تراب الشام الخافق بمحبتك لتزرعا فيه ياسمين الحب والنقاء أدرك نوعية العلاقة الراسخة التي تجمع بينكما, وإنها لنقطة مضيئة في كتاب المجد الأزلي.

تلخص تلك العلاقة صفحات كتبت بمداد النور والألق, في متنها رواية اجتهد التاريخ في صوغها فجلاها في صورتها الأروع, وفي تفاصيلها نبضات أفئدة تجمعت حول القائد الإنسان السيد الرئيس بشار الأسد.‏

بدأت الحكاية عندما اختارت الأقدار هذا القائد الملهم ليختار اختصاصاً طبياً غاية في الدقة والجمال, فكان طبيب العيون الذي يرد الروح إلى الجزء الأهم في الجسد, لتبدو الحياة رافلة في ثوب الأنوثة والسحر.‏

ولأن سورية في جسد الأمة العربية هي العين التي تسهر لتظل كرامة الأمة فوق شك المرتابين وفوق ظن الواهمين, العين التي ترعى غصن الإباء اليعربي ليمضي في تفتحه وازدهاره خضل النفح عذب الشذى, العين التي تميط عن وجه الأمة سحب اليأس والتشاؤم, لتفسح الطريق أمام إشراقة شمس الأمل, لهذا كله اختارت الأقدار هذا الرئيس الطبيب ليكون طبيب الإنسان والأرض في آن معاً.‏

في يديه الكريمتين مبضع يسيل حناناً ورحمة, امتد إلى وجه سورية الوضاء الوضاح فسارع الوجه إلى تقبيل فتاة البطل, وارتسمت على المحيا شلالات الذكريات, تعانق الماضي البعيد القريب مع الغد القريب الآتي, تضوع ثرى الشام حكايات يقين وإيمان ترسخ في كل ذرة من ذرات ترابها الطهر هذا التراب الذي تموسق عندما مر فوقه بولس الرسول, وتلا قصائد الفرح الغامر عندما زاره النبي العربي محمد عليه السلام ضمن القافلة التي حملت تجارة قريش إلى بلاد الشام (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).‏

طبيب الجسد والروح تناديه الحبيبة الأغلى الأحلى دمشق, تقول له: لقد سويت زينتي وأعددت عدتي لأكون عاصمة الثقافة العربية, وما أكثر الألقاب التي حملتها من قبل وسأحملها من بعد.‏

كنت عاصمة الأبجدية الأولى في التاريخ, وفي حضني رضعت العروبة معنى التصميم على بلوغ الهدف في عصر رجال هم (أمويون فإن ضقت بهم ألحقوا الدنيا ببستان هشام).‏

وكنت عاصمة الكرامة العربية التي سمع (صلاح الدين) صوتها يهيب بالرجال ليلبوا النداء فأبى إلا أن ينقش اسمها على جبين الشمس في (حطين).‏

وكنت عاصمة كسر عقدة الخوف من النمر الإسرائيلي الذي تجلى على حقيقته في معارك تشرين التحرير في عصر القائد الخالد حافظ الأسد, فبدا العدو نمراً ورقياً هزيلاً يلعنه التاريخ محملاً بذل الهزيمة.‏

واليوم أخطر في حلتي عاصمة الثقافة العربية, وقائدي فتى العروبة هو الجدير بإجلاسي على كرسي الثقافة وتتويجي أمير الفكر ومن غير فتاي القائد بشار الأسد?!‏

نادت دمشق حبيبها فجاء على رفيف الأهداب واختلاج النبضات واخضلال العواطف, ليمسح بيمناه الخيرة وجه الأميرة التي لم تنم يوماً, فسيفها مسلط في وجوه الغاصبين, حداه الحق والحقيقة كما هي أبوابها مفتوحة لكل من أحبها وأحبته.‏

دمشق أيتها القلعة الشامخة كيف لا يكون ياسمينك ناراً على كل غاصب غادر, كيف لا يترك الغمد وهو ذو الفقار بشفرتيه اللتين تعلمان المعتدي من الشام ومن أهلها الفرسان, وقد زرعت ياسمينك كف القائد الأسد?!‏

كيف لا تبقين عاصمة المقاومة وقد أرادك أسد النخوة العرباء أن تكوني وأن تظلي كذلك?!‏

سلام عليك أيتها الأميرة وأنت ترددين أنشودة العشق السرمدي بين قائد الشام رجل الياسمين الذي علم عطرها كيف يكون الدفاع عن الأرض التي نفدي ونحب, علمها كيف تشرع الباب لاستقبال القادمين المحبين, كيف تبقى سيدة العواصم وعاصمة المقاومة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية