تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأدوية وسرطان الثدي

مجتمع
الاثنين 28/1/2008
لا يزال الجدل محتدماً حول موضوع الأدوية التي يمكن أن تسبب سرطان الثدي عند النساء, ففي السبعينيات ظهرت حملة شديدة على الأدوية التي تعطى للسيدات كمعالجة معاوضة بعد انقطاع سن اليأس كالآستروجين,

واتهمت هذه الأدوية كمسبب لمرض سرطان الثدي, ومن ثم عادت في الثمانينات لتظهر حملة جديدة تنفي هذا الاتهام وأن لا علاقة للأدوية بهذا المرض, وظهرت دراسات أخرى تعزو الإصابة لأسباب أخرى غير دوائية.‏

الدراسات أظهرت أن النساء اللواتي يبدأن الحيض بسن مبكرة, واللواتي تنقطع الدورة الطمثية لديهن في سن متأخرة, هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.‏

وأشارت دراسات أخرى إلى عوامل بيئية لها علاقة بهذا المرض, فمثلاً, السيدات في أوروبا وأميركا الشمالية هن الأكثر عرضة للإصابة من سيدات حوض المتوسط واليابان.‏

الدراسات كثيرة, والأسباب كثيرة, لكن أصابع الاتهام ما زالت تتوجه نحو الأدوية, ولهذا سنستعرض بعض الأدوية التي يحتمل أن يكون لها دور ما في الإصابة بسرطان الثدي.‏

1- أدوية منع الحمل conter captives:‏

تقول بعض الدراسات إن تناول مانع الحمل لفترة طويلة قد يظهر المرض عند المرأة بعد سنوات, ومن هذه الموانع نذكر تلك التي تحوي أستروجينات - ovidon, Rigevidon, Mervelon في حين أن بعض الباحثين كان لهم رأي آخر معاكس تماماً يقول إن موانع الحمل تقي السيدات من سرطان الرحم والثدي.‏

2- الأدوية الهرمونية البديلة Hormonal Replacement theory:‏

وهي أدوية تتناولها السيدات بعد انقطاع الدورة الطمثية وتهدف لإعادة مستوى الأستروجين في الجسم إلى قيمها التي كانت عليها قبل سن اليأس, والتخفيف من الإصابة بتخلخل العظام, وحماية القلب والشرايين من الأمراض الوعائية وكذلك لمعالجة ما تعانيه السيدات من الهبات الساخنة عند سن اليأس وما لذلك من تأثير نفسي سيىء عليهم, هذه الأدوية أظهرت بعض الدراسات أنها تزيد من ثخانة الثدي, الأمر الذي قد يعوق اكتشاف السرطان حتى فترة متأخرة.‏

ومن هذه الأدوية Oestrol 1 mg - Lynoestrenol 5 mg‏

تختلف المعالجة الهرمونية المعوقة - HRT - من مانعات الحمل الهرمونية:‏

1- الأستروجين في المعالجة الهرمونية مقترن أو استراديول, أما الأستروجين في موانع الحمل فهو الإيتينيل استراديول وهو أقوى أستروجين, أقوى من تلك المستخدمة في مانعات الحمل بحوالي 20 مرة.‏

2- عند إعطاء مانعات الحمل تكون السيدة ما زالت تمتلك أستروجينات داخلية بالإضافة للأستروجينات التي في مانعات الحمل, أما عند مريضات الطهي فهناك أستروجين داخلي.‏

هذان الأمران يجعلان تأثيرات الأستروجين المؤذية أكثر تواتراً في استعمال مانعات الحمل منه في سن الطهي.‏

-وقد تم جمع دراسات عديدة وجميع الدراسات لم تصل إلى نتيجة حاسمة فيما يتعلق بهذا الموضوع.‏

-سيدات أعطين البروجسترون+ الاستراديول بوجود الرحم..توقفت الدراسة بعد 5 سنوات.‏

-سيدات أعطين الاستراديول فقط مع استئصال الرحم..ما زالت الدراسات مستمرة.‏

وسبب التوقف عند اللواتي أخذن البروجسترون+الاستراديول (الاستروجين) ولديهن رحم:‏

1-زيادة نسبة الأمراض الوعائية بنسبة 1%.‏

2-زيادة نسبة سرطان الثدي بنسبة 8%.‏

وبناء على هذه الدراسة اختلفت النظرة إلى الأستروجين كلياً..فقد كان يعتقد أن إعطاءه يقي من بعض الأمراض فتبين أن الأمر عكس ذلك, كما أنه يزيد من هشاشة العظام ولكن أصبحت هنالك وسائل أخرى للوقاية من هشاشة العظام. انطلاقاً من هذه البيانات كان لا بد من التشديد على أهمية تصوير الثدي وإجراء الفحوص اللازمة بصورة منتظمة وبالمقابل تكون زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي أقل بكثير لدى النساء اللواتي يتعاطين الأدوية الهرمونية لمدة قصيرة.‏

والسؤال الذي يشغل بال الكثير من السيدات هل هناك أدوية أخرى تزيد الإصابة بسرطان الثدي?‏

إن أغلب الدراسات المجراة على عدد كبير من الأدوية لم تعط جواباً مؤكداً حول هذا الموضوع فهنالك من يقول إن تناول المضادات الحيوية بكثرة وبشكل عشوائي يعرض السيدات للإصابة بهذا المرض وأن تناول كميات كبيرة من المواد الدهنية يومياً وخاصة بعد سن الخمسين يعرضهن للإصابة به وأن العوامل البيئية كتلوث البيئة وتناول الأطعمة الجاهزة والتدخين كلها عوامل مؤهبة للإصابة بهذا المرض.‏

لذلك ينصح اختصاصي التغذية بالإكثار من تناول الأغذية التي تحوي مضادات أكسدة والاتجاه إلى الأغذية الطبيعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية