مع ذلك يمكن القول :إننا لسنا في المكانة التي توضع فيها من حيث تدني نسبة القراءة والاقبال على اقتناء الكتاب وصحيح أننا لسنا حيث يجب أن نكون وطموحنا أن نصل إلى ما نريد ..وفي الحديث عن الأسباب نقرأ ما يقال وما لايقال والجميع يذهب بعيدا عن الحقيقة التي تبدو وكأنها لقرب وجودها منا بعيدة كل البعد ..في دمشق وحدها أكثر من مئتي دار نشر تختلف فيما تنشره ,وتوزعه داخل القطر وخارجه .. هذا الرقم ليس من الخيال بل هو جزء من الحقيقة التي تقول أيضا إن مئات العناوين التجارية التي لا تهم القارىء إلا للحظات تصدر ,وثمة عناوين تطلب ويسعى إليها القارىء .. وعلى الطرف الأخر صار كل من يستطيع أن يفك الحرف شاعرا أو روائيا ويريد أن يطبع ديوانا أو تطبع رواية , فاختلط الحابل بالنابل وضاعت المقاييس تحت شعار الحداثة والتجريب ..هل تصدقون أن بعضهم يطبع عشر نسخ من مجموعة شعرية صدرت في عام واحد .. ولا أظن أن مجموعة واحدةقيض لها أن تعاد طباعتها ثانية .. على كل حال في احتفالية الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام 2007 تم طباعة أكثر من /1000/ عنوان حقيقي ونحن حتى الأن لم نر إلا الألعاب النارية فهل نغتم هذه المناسبة للاحتفاء بالعناوين الهامة وإعادة الروح للكتاب الحقيقي دعما ونشرا وتوزيعا ولو بالمجان أحيانا .‏