|
حدث وتعليق وقد تبدت هذه الحقيقة بالاعتراضات التي سجلها المندوب الأمريكي الى المجلس وأراد بها تعديل مشروع البيان لتحويله من بيان يدين الحصار بوصفه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الذي يحظر على أي قوة احتلال ممارسة العقاب الجماعي بحق السكان الرازحين تحت الاحتلال, الى بيان يربط الحصار والعدوان العسكري الواسع المرافق له بإطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة ويعتبر حماس حركة إرهابية بغية إلقاء مسؤولية تدهور أوضاع غزة عليها, فيتم بذلك تبرئة اسرائيل وتصوير عدوانها الخطير بشقيه العسكري والاقتصادي على أنه رد فعل تلقائي يندرج في سياق (الدفاع عن النفس) كما سوغته الخارجية الأمريكية على إطلاق الصواريخ, ثم انعدام التكافؤ بين آلة العدوان الاسرائيلي بصواريخها ودباباتها وقنابلها الذكية وبين الصواريخ الفلسطينية المتواضعة..! إن هذه السياسة الأمريكية التي لا تخجل من انحيازها السافر لاسرائيل وافتقارها لعناصر الحياد والنزاهة والصدقية, شكلت على الدوام العامل المشجع لاسرائيل على ممارسة أبشع أساليب القمع والعدوان, والتهرب باستمرار من متطلبات السلام العادل. وليس أدل على ذلك, من أن هذه السياسة تقوم على تزوير حقائق الصراع من خلال إغفال الاحتلال كسبب رئيسي ووحيد في الصراع, وتصوير المعتدي معتدى عليه والمعتدى عليه معتدياً, وذلك كله لتبرير أفعال إسرائيل العدوانية وتبرئة احتلالها من مسؤوليته عن استمرار الصراع وفشل جهود السلام, ما يجعل أمريكا شريكاً في كل عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين, ومسؤولة بقدر مسؤولية إسرائيل عن زعزعة استقرار المنطقة ودفعها لأخطر حالات التوتر نتيجة لهذه السياسة الرعناء والاستفزازية. |
|