تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بصمت..?

الافتتاحية
الاثنين 28/1/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

الحكيم جورح حبش .. لقد سطرت في 83 عاماً أروع حياة لمناضل حق .. سياسي بعمق .. إنسان بجدارة.

لن ينكسر الحلم العربي.. لن تسقط القومية العربية.. الظرف العربي صعب الى حدود التعاسة, لكن ظرفنا الصعب يتيح فعلياً أن نستولد من الضعف قوة, وهي متاحة, كما أن عدونا ليس بلا نقاط ضعف,وليس قوياً بالمطلق.‏

غزة ..تتمرد على حصارها.. وذكريات حرب تموز تتردد في تقارير ( فينوغراد) التي لا يهمنا منها أن تسقط حكومة أولمرت أو لا تسقطها.. بل يهمنا منها أنها اعتراف بالهزيمة.. وهزيمتهم نصر لنا?! هل من شك في ذلك?! يعني أنهم يعترفون بانتصار المقاومة.. في تمرد غزة على حصارها.. انتصار للمقاومة.. كما في نتائج حرب تموز.. انتصار للمقاومة.. وفي العراق أيضاً انتصار للمقاومة..‏

السياسة مهمة جداً .. مازال العرب يلتقون ويتحاورون ويتسايسون.. المقاومة تجمعهم, فالقفز من فوق حقائق أفرزتها المقاومة صعب جداً..‏

صعب أمام الشعب العربي..‏

صعب أمام الحياة والمستقبل..‏

صعب أمام منطق التاريخ.‏

وزراء الخارجية العرب في القاهرة.. اجتماع لا يمكنه أنه يقفز فوق ما يجري في فلسطين.. تشده فلسطين إليها رغم أزمة لبنان المزمنة, و أحداث بيروت المؤسفة.‏

من الضعف يمكن أن نؤكد قوة, طالما طرحت حالها دائماً أمام احتمالات المشروع السياسي العربي, فهي تطرح نفسها على مؤتمر وزراء الخارجية بالقاهرة ,وصولاً الى قمة دمشق فيما بعد..‏

يستطيع العرب اليوم أن يقرروا بشرط الجدية والوقوف وراء كلمتهم بثبات, كلمة تقول:‏

سيتعامل العرب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً مع العالم, كل العالم, حسب موقفه من القضايا العربية, فلسطين.. العراق.. الجولان.. لبنان.. و.. إلخ.‏

وهو الموقف القوي الذي لا يقتضي بالضرورة القوة العسكرية, الذي تحدث عنه يوماً الرئيس بشار الأسد..‏

الموقف القوي ليس لإدارة واقع الهزيمة, إدارة معابر غزة مثلاً وحسب.. بل لإدارة معطيات الانتصار على الهزيمة بالمقاومة.. وفي الصمود الفلسطيني أروع آيات الانتصار رغم الجراح والموت والقتل والجوع.‏

لننظر إلى اجتماع القاهرة بتفاؤل ,فما زلنا قادرين على الاجتماع, لمناقشة هذا الأمر أو ذاك..‏

أتراها أحلام شاعرية..?!‏

أعتذر..‏

أعود للسياسة.. والتي تقتضي الصمت..?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية