|
صفحة اولى فهل يمكن لعاقل في القرن الحادي والعشرين أن يصدق أن فرض العقوبات الاقتصادية القسرية على دولة ما، ليس حرب إبادة، من الدواء إلى الغذاء، إلى مقومات الطاقة وأسباب الوجود كلها، وكيف لدولة تبعد أكثر من ثلاثة عشر ألف كم عن المنطقة أن تأتي وتحشر نفسها بكل التفاصيل، ثم تدعي أن دولا ما في المنطقة تهدد أمنها، وتمارس الإرهاب؟؟ العقوبات الاقتصادية القسرية التي تفرضها الإدارة الأميركية على من يخالفها، هي وصمة عار بحقها أولا، وبحق المجتمع الدولي ومنظماته الأممية التي تدعي أنها تعمل على صون وحماية السلم العالمي، وما السلوك العدواني الآخر بأقل همجية من العقوبات، فحين تتحدث الإدارة الأميركية عن الحريات والسيادة، وبالوقت نفسه يعمل ترامب على التدخل بمقدرات وسيادة الدول، والتعدي عليها فيهب بكلمات الأرض لمن يحتلها ويظن نفسه الحاكم الأوحد للعالم، ناسيا أو متناسيا أن الشعوب لا تنام على ضيم، ولا تعرف السكوت عن حقها، تجارب التاريخ تروي ذلك، لكنه لايعي من التاريخ إلا تاريخ التدخل بشؤون الدول، ومحاولة إشباع نهم الطمع الأميركي بالسيطرة على ثروات العالم كله، بألف طريقة ولون، ولايهم كيف، المهم أن تصب في بنوكها. وما دعوة ترامب ودعم المرتزقة لاحتلال مناطق النفط في سورية، إلا وجه من وجوه متعددة، يريد من خلالها السيطرة على المزيد من الثروات، والعمل بالوقت نفسه على إضعاف الدولة السورية، ويصب ذلك إلى جانب العقوبات القسرية والعدوانية التي يوزعها يمينا وشمالا، وهو يجد من يمضي بركبه بكل اتجاه. ومن ذلك يتحدثون عن مكافحة الإرهاب ومحاربته، ويظنون أن العالم لايرى ولايعرف الحقائق على الأرض، المشهد الذي بدا معقدا أكثر من اللازم بكل جوانبه، صريح وواضح، فلولا الدعم الأميركي بمال الأعراب وتواطؤ أردوغان لما كان هكذا، وقد حان وقت أن ترسم النهايات، وحده الجيش السوري يكتب صفحات الألق في هذا التاريخ، ويدون للقادم من الأجيال حقيقة ما يجري. |
|