|
قضايا الثورة أنها مدفونة منذ أكثر من عشرين عاماً على الأقل. وبحسب ما أوردته صحيفة السفير اللبنانية أن المراجع السياسية اللبنانية التي تضخم هذه القضية كانت على علم بهذه المقبرة منذ سنوات وقبل شهر أيضاً, ولكنها لم تحرك ساكناً والسؤال لماذا الآن..? ولماذا كل هذا الضجيج قبل أن يتم حسم موضوع زمن الدفن والجهة التي قامت به علماً أن هذه المنطقة شهدت معارك طاحنة بين أفرقاء لبنانيين لهم ممثلوهم في البرلمان والحكومة. القضية الأساسية في المعطيات التي أوردها أحد الأطباء الشرعيين هي أن الدفن في المقبرة بدأ منذ مرحلة قديمة, ولم يكن جماعياً الأمر الذي يضع حداً للكثير من الأقاويل والأكاذيب التي تروجها جهات معروفة لغايات لا صلة لها بالسعي الحقيقي لمعرفة ظروف دفن هؤلاء. والأمر الآخر والهام في هذه المعطيات والذي تم التعتيم عليه هو التوسيع الذي قامت به دائرة الأوقاف الإسلامية أثناء تسلمها المقام, واحتمال أن تكون قد جمعت الجثث التي عثر عليها خلال عملية التوسعة هذه في مكان واحد, ولاسيما أن المقابر الإسلامية في المناطق الريفية أو الفلاحية تتوزع حول المقامات. طبعاً التعتيم على مثل هذه المعطيات والتركيز على قضايا أخرى ينطوي على تضليل مكشوف وفظيع يحمل بين طياته ما تحاول بعض الجهات اللبنانية تلفيقه ضد سورية, لإشغال الرأي العام اللبناني عن الحقائق التي بدأت تتكشف حول موضوع التحقيق باغتيال الحريري وقيام نفس الجهات بالدفع بشهود زور أمام اللجنة الدولية أمثال الشاهد المقنع والصديق وغيرهما. وما يؤكد ذلك العودة في بعض وسائل الإعلام إلى ترديد مصطلحات (شهود).. (أحد سكان عنجر).. إلى آخره دون تحديد أو تسمية هؤلاء رغم ما يشكل ذلك من استخفاف بالرأي العام اللبناني, الذي يقع ضحية معلومات مشوهة منذ اغتيال الحريري وحتى الآن. هناك بعض الأطراف اللبنانية تحاول أن تدفن تاريخها الدموي وارتكابها المجازر بحق اللبنانيين وغيرهم حيث كان القتل على الهوية ومن يرد البحث عن المقابر فليذهب إلى السجون التي كان يديرها هؤلاء في مناطق معروفة بلبنان أو إلى المناطق القريبة من الحواجز التي نصبوها على مفارق الطرق أيضاً. وأيضاً من يرد كشف المقابر الجماعية فليبحث عنها في الجنوب اللبناني حيث ارتكبت إسرائيل والميليشيات المتعاونة معها الكثير من المجازر بحق اللبنانيين والفلسطينيين منها المكشوف والآخر لا يزال مستوراً. إنه لظلم ما بعده ظلم أن تتهم سورية التي أوقفت الحرب الأهلية اللبنانية الطاحنة بالتعاون مع الوطنيين اللبنانيين بهذه التهم التي لا أساس لها من الصحة فسورية قدمت الشهداء لإعادة السلم الأهلي الذي لم تسلم منطقة لبنانية من مآسي غيابه لفترة طويلة. حسب صحيفة لبنانية تقود قافلة التضليل أن فرع المعلومات اللبناني (!!!) يبحث عن جثة أبو عدس بين الجثث التي عثر عليها في وضع عشوائي بجوار مقام النبي عزيز, وتناست أنها في وقت سابق قالت إن جثة أبو عدس دفنت في منطقة أخرى بعيدة.. إنها تلفيقات هزيلة وغبية من فريق وصم بالغباء والتزوير. |
|