تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أهداف الألفية للتنمية... استثمار التعليم أهم الخطوات الأساسية لضمان الحقوق الإنسانية

مجتمع
الثلاثاء 6/12/2005م
أمل مفيد زيود

يعتبر استثمار التعليم وخفض نسبة الفقر والعمل على تحسين الصحة والتغذية والتخفيف من النمو السكاني وتوفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة,

واحدة من الخطوات التي دفعت الأمم المتحدة عام 2002 للأخذ بهذا الهدف من ضمن (أهداف التنمية بالألفية) والهادف بتوفير تعليم أساسي لكل أطفال العالم ممن هم بسن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية سواء كانوا فتيانا أو فتيات.‏

ما هي الأهداف الستة لبرنامج التعليم للجميع? وهل نصل لوقت نستطيع تحقيق أهداف برنامج التعليم للجميع? ما هي الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لتحقيق هذه الأهداف?‏

هذه الأسئلة سنجيب عليها من خلال الحوار التالي:‏

مؤتمر داكار ( السنغال)‏

عملا بما تنص عليه المادة 26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 واتفاقية حقوق الطفل 1989 فضلا عن الأهداف التي تم تحديدها أثناء المؤتمر الدولي الأول للتعليم الذي عقد في جومسياك ( تايلاند ) 1990 فالتعليم حق من حقوق الإنسان لا يجوز المساس به ويقدم للأفراد المؤهلات الأساسية الضرورية لحياة كريمة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وبعدها عقد في عام 2000 ( داكار) السنغال من خلاله حدد المجتمع الدولي لنفسه مهلة 15 عاما لتحقيق هدف ( التعليم للجميع) (EPT ) الذي يعتبر حقا من حقوق الإنسان وأساسا للسلام والتنمية.‏

أهداف التعليم الستة‏

هذا المؤتمر حدد ستة أهداف للمجتمع الدولي: 1- تعليم ابتدائي, 2- مساواة بين الجنسين, 3- خفض الأمية إلى النصف , 4-تحسين نوعية التعليم, 5- تنمية البرامج الخاصة بتوفير المؤهلات اللازمة للحياة اليومية وبرامج تعليم للأطفال الصغار السن , 6-ضمان حق الفتيات في التعليم.‏

تقرير اليونسكو‏

هذه الخطة التي تعمل لتنفيذها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) تشير إلى خطورة الوضع الدولي وتعتمد توحيد المبادرات وتلفت نظرنا (سينتياجوتمان) المساهمة في كتابة تقرير المتابعة حول (التعليم للجميع) لمصلحة اليونسكو: ( إذا كان باستطاعة 83 دولة فقط اي 32% من سكان العالم تلبية متطلبات التربية العالمية بحلول 2015 فمن المهم ان ننظر من اين بدأت الدول الأخرى, والآلية الإيجابية التي نجحت بالحث عليها فبنغلادش والبرازيل والمغرب ومالي تعتبر من الدول التي أثبتت خلال السنوات العشر الأخيرة أن سياسة حازمة وشاملة من شأنها أن تسمح بقلب الاتجاهات وتغييرها.‏

الترابط بين الأهداف الستة‏

تهتم اليونسكو بمسألة الترابط بين الأهداف الستة فإرسال الأطفال إلى المدرسة عندما يكون عددهم بالفصل يفوق الخمسين وشعور الفتيان بالخوف والتفاوت بين مضمون الدراسة وواقع الحياة اليومية وعندما يكون الأولياء أميين, كل ذلك يؤدي إلى تخلي الأطفال بشكل مبكر عن التعليم في المدارس الابتدائية, هذه المشكلات لابد من معالجتها لتحقيق الأهداف لكن بشرط مجانية التعليم المتمثلة بإلغاء تكاليف الزي المدرسي ورسوم التسجيل وأسعار الكتب.‏

فالأمر لا يحتمل الانتظار إذ يوجد 104 ملايين طفل بلغوا سن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية وهم محرومون من التعليم وهناك عدد يزيد عن أولئك الذين يدخلون إلى المدرسة ثم يتخلون عن الدراسة قبل أن يكتسبوا حق القدرة على القراءة والكتابة و الحساب, أما الأمية فهي منتشرة في العالم ثلثهم من النساء وثلاثة أرباعهم يعيشون جنوب الصحراء الأفريقية وفي جنوب وغرب آسيا.‏

من هنا ننطلق لنرى كيفية تطبيق البرنامج العالمي الطموح على الواقع التعليمي السوري اذ كان لنا اللقاء التالي مع الاستاذ عبد السلام سلامة مدير التخطيط:‏

> ما الخطوات التي يتم إنجازها منذ عام 2000 بالنسبة لكل هدف من أهداف التعليم للجميع الستة?‏

>> تم من خلال توسيع وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل للطفولة المبكرة من خلال:‏

1- وضع استراتيجية وطنية للطفولة المبكرة بإشراف الهيئة السورية لشؤون الأسرة ومشاركة وزارة التربية.‏

2- عقد مؤتمر للطفولة عام 2003 م برعاية عقيلة السيد رئيس الجمهورية أسماء الأسد.‏

3- رفع نوعية رياض الأطفال والاهتمام بالبيئة التعليمية من خلال صدور التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي رقم /55/ تاريخ 2/9/2004 لتنظيم المؤسسات التعليمية الخاصة في التعليم ما قبل الجامعي.‏

4- وضع خطة لتدريب مربيات الأطفال بالتعاون مع شبكة الآغاخان.‏

5- إعداد مجموعة أدلة عمل (تربية بيئية لمرحلة رياض الأطفال).‏

6- البدء بإعداد مربيات مؤهلات لرياض الأطفال في كليات التربية.‏

زيادة عدد الرياض من (1170) روضة عام 2000 م لتصبح (1544) عام 2005 م بزيادة قدرها 32%.‏

- العمل على أن يتم بحلول عام 2015 تمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي جيد وذلك في استمرار وزارة التربية بتطبيق قانون التعليم الإلزامي رقم /35/ لعام 1981 بالتعاون مع الجهات المعنية, وكانت أعداد التلاميذ من الصف الأول وحتى السادس خلال الأْعوام 2000حتى 2005 من الذكور 2237157 الإناث 2027505 والمجموع 4264662 تلميذاً أو تلميذة.‏

- تحقيق نسبة 50% في مستويات محو أمية الكبار بحلول 2015 ولاسيما لصالح النساء وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار من خلال خفض معدلات محو الأمية للكبار مع تأكيد كاف على محو أمية النساء, وكذلك لإجراء تخفيض ملحوظ في التفاوت القائم حاليا بالنسبة لمعدلات الأمية بين الذكور والإناث حيث وصلت نسبة الأمية 17,1% من إجمالي عدد السكان لعام 2002 ( 9% للذكور 25,8 للإناث) حسب تقديرات المكتب المركزي للإحصاء.‏

- افتتاح دورات محو الأمية من خلال الدوائر التابعة لمديرية تعليم الكبار في المحافظات.‏

- انجاز خريطة للتوزيع الجغرافي تحدد نسب الأمية في المحافظات وتبين من خلال الخريطة ان المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية تعاني من ارتفاع اكبر بنسبة الأمية قياسا بالمحافظات الأخرى, لذلك تقوم مديرية تعليم الكبار بوزارة الثقافة بالتعاون مع المنظمات الدولية بالتركيز على هذه المحافظات من خلال إقامة دورات تدريبية في صفوف تعليم الكبار.‏

- تطوير المناهج التعليمية الخاصة بتعليم الأميين بحيث تصبح مواكبة لتطورات العصر بالإضافة إلى إدخال مواد جديدة اليه.‏

- اصدار مجلة تربوية تعليمية تثقيفية تعنى بشؤون الأميين من خلال التوجه إلى القائمين على العمل في محو الأمية وإغناء ثقافتهم بعدد من الموضوعات الشخصية والعامة.‏

- إزالة التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم بحلول 2005 يستند في سورية على دستور الجمهورية العربية السورية الذي يؤكد أن التعليم حق لكل طفل وهو إلزامي ومجاني في مرحلة التعليم الأساسي ووضع مبدأ ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين دون استثناء لمتابعة تعليمهم.‏

- قانون التعليم الإلزامي رقم 35 لعام 1981 تضمن استيعاب جميع الأطفال السوريين ومن في حكمهم الفلسطينيون المقيمون في سورية ممن هم في سن التعليم الإلزامي.‏

- قانون التعليم الأساسي رقم 32 بتاريخ 7/4/2002 المتضمن دمج مرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي لمرحلة واحدة ( التعليم الأساسي) وجعل الإلزام شاملا لكامل مرحلة التعليم الأساسي.‏

- منح الفرص التعليمية في جميع مراحل التعليم للذكور والإناث معا حيث برز الاهتمام بتعليم الإناث بشكل واضح خلال العقود الثلاثة في الخطط التربوية والتنموية نظرا للتنبه لدور المرأة في المجتمع.‏

- انعقاد مؤتمر المرأة والتربية (2-3) شباط 2003 برعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد عقيلة رئيس الجمهورية العربية السورية تحت شعار ( امرأة وتربية وطن وتنمية) فقد بلغت نسبة الإناث في المرحلة الثانوية العامة لعام 1999 /2000 إلى 47% من مجموع التلاميذ وفي العام الدراسي 2004 / 2005 إلى 51% من مجموع الطلاب ويعود لأسباب عديدة اجتماعية اقتصادية تربوية وتنموية.‏

- تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم من خلال الكثير من الأهداف أهمها:‏

1- تصوير وتحسين نوعية التعليم بالاعتماد على المعايير العالمية في إعداد المناهج التربوية للمواد العلمية والعلوم الإنسانية.‏

2- تطبيق مشروع تعميق تأهيل المعلمين من خلال نظام التعليم المفتوح وفي وزارة التعليم العالي بدء بالتطبيق بتعميق التأهيل ل8500 معلم وتأهيل 1500 مدرس للحصول على دبلوم التأهيل التربوي.‏

3- تحسين نوعية التعليم في مجال التربية الاجتماعية للفتيات المتسربات.‏

4- ادخال المعلوماتية ضمن الخطة الدراسية للمرحلة الثانية من التعليم الأساسي.‏

5- التركيز في المناهج على مشاركة الطلبة.‏

6- ادخال تعليم اللغة الإنكليزية من العام 2004-2005 ابتداء من الصف الأول للتعليم الأساسي.‏

في مجال التربية الخاصة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة:‏

قامت الوزارة بتأكيد قبول الحالات الخفيفة والمتوسطة من ذوي الإعاقات الحركية والعقلية والمكفوفين وضعاف السمع من خلال تعليمات وزارية تتجدد باستمرار تنفيذا للدستور السوري وقوانين التعليم الإلزامي وإيمانا بتحقيق ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص.‏

- ويتم التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتحقيق دمج الأطفال من ضعاف السمع والمكفوفين والإعاقات الحركية والعقلية الخفيفة عن طريق الجمعيات الأهلية ورياض الأطفال الخاصة بهذه الفئات.‏

- شكلت لجنة عامة للدمج عام 1999 وتم تفعيلها عام 2000 تضم ممثلين عن جميع الوزارات والمنظمات الشعبية والجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة.‏

- عقدت الورشة الوطنية الأولى حول التعليم للجميع عام 2002 بمشاركة اليونيسيف واليونسكو والشركاء الدوليين (كريم رضا سعيد - جمعية حماية الأطفال البريطانية والسويدية) من دمشق وبدأ تنفيذ المشروع التجريبي لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في /4/ محافظات (دمشق, حمص , حماة , حلب) ومازال العمل جاريا فيه حتى الآن حيث يتم تقويمه كل عام سعيا وراء تعميم نتائجه الايجابية على مدارس القطر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية