تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


د.حجار محاضراً في جامعة دمشق: الرئيس الأسد أطلق عصرا جديدا للأمة..! والجماهير ستسقط مشروع إلغاء الهوية العربية..!

دراسات سياسية
الثلاثاء 6/12/2005م
متابعة:د.سعيد مسلّم

أكد المفكر الاستراتيجي د. جورج حجار أن إرادة الجماهير في الصمود والدفاع عن الشرف والكرامة كفيلة بدحر قوة العدوان مهما كان عتاده وقوته العسكرية.

ورأى أن في بلادنا العربية قوة شعبية كامنة عندما تدخل في المواجهة, سوف تتحول الى قوة مادية قاهرة , تستطيع هزم الغطرسة الأميركية بزعامة بوش وحلفائه.‏

وأشار الدكتور حجار في محاضرته التي ألقاها على مدرج جامعة دمشق الأسبوع الماضي بدعوة من المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين في سورية الى أن المواقف المبدئية لسورية, جعلت من الاستهداف الأميركي لها يتصاعد, إلا أن حسابات جديدة ظهرت منذ خطاب الرئيس بشار الأسد مؤخراً, والذي أعلن فيه قرار سورية الصمود والمواجهة وأعلن وقفته وشعبه في وجه المشروع الأميركي وعدم الخضوع والتنازل, وأن قراراً في المقاومة يعني مواجهة ونصراً في نهاية المطاف..‏

وتحدث مطولاً عن الاهتمام والتمحيص في الغرب خصوصاً بخطاب الرئيس بشار الأسد الأخير, وأنه أطلق عصراً جديداً لهذه الأمة وأعاد الروح إليها وقال المفكر السياسي العربي د. جورج حجار, والذي يزور سورية لأول مرة منذ (15) عاماً, إنه بعد خطاب الرئيس بشار الأسد قررت الحضور الى دمشق, لأعلن مباركتي ومشاركتي في وقفة العز والكرامة السورية, دفاعاً عن كل العرب الشرفاء..‏

وأضاف : أنا قادم من لبنان المقاوم, لبنان العروبة, الذي يقول لا لصهاينة الداخل, لا للاحتلال الأميركي والسيادة المشتركة للأميركيين والفرنسيين في بيروت .‏

لبنان الإباء والشموخ العربي, الذي لا ولن ينسى التضحيات الجسام التي قدمتها سورية في سبيل تحريره..‏

لبنان الذي سيبقى حليفاً استراتيجياً لسورية في السراء والضراء وما تيار المستقبل وأعوانه إلا عابرون..!‏

وتحدث الدكتور حجار عن أبعاد المخطط الخارجي (الأميركي- الصهيوني) والذرائع التي تستخدم للنيل من قوى الممانعة العربية وخاصة سورية والمقاومة اللبنانية, وملامح مشروع التقسيم الجديد, أو ما صار يعرف ب(سايكس بيكو2).‏

حيث هناك قوى عالمية تنادي بإلغاء الجغرافيا والتاريخ وإلغاء الهوية, وصولاً الى شرق أوسط كبير بلا هوية وتحت شعار(الحداثة والتغيير) والدعوة الى اقتصاد السوق المنفلت,هذه القوى هي القوى العدوانية الجديدة برئاسة الولايات المتحدة الأميركية وزعامة جورج بوش, المنهزم استراتيجياً في العراق والذي يجد أمامه جبلاً شامخاً صامداً مثل الرئيس بشار الأسد معانداً ومصمماً على التمسك بثوابته وشعبه وقدراته الذاتية وإيمانه بالله والثقة بالنصر..‏

و شبه الدكتور حجار, وقفة الممانعة السورية بما حصل في أوروبا عندما أطلق (لوثر) صرخة الرفض وإقامة الدولة الحديثة بعد إسقاط الكنيسة الضلالية..‏

وقال : أرى في الرئيس الأسد لوثر الشرق, وأرى أنه سيسقط الرايخ الرابع, لأنه حدد بدقة سمة المرحلة وتناقصاتها واختيار المقاومة والصمود على الفوضى المدمرة والسقوط التاريخي وهذا القرار والخيار يلقى تأييداً شعبياً سورياً وعربياً, والنصر الجديد الذي أطلقه الرئيس الأسد يعني عودة الروح الى قلب العروبة على قاعدة قانون تاريخي عنوانه (المقاومة وانتفاضة الشعوب),ويرى الباحث أن الهزيمة ليس قدراً عربياً وأن استهداف سورية يعني استنهاضها, الأمر الذي سيفضي الى تشكيل كتلة تاريخية تمتد من فلسطين الى لبنان الى سورية فالعراق الى ايران..‏

إنها الثورة الشعبية لاسقاط الرا يخ الرابع وإعادة هيكلة العالم, وما هذه المرحلة إلاشهادة لأفول الزمن الأميركي وعن أبعاد الاستراتيجية الأميركية وتوجهاتها تحدث الدكتور حجار عن عصر التسيد الأمبراطوري الأميركي الذي من خلاله تريد الإدارة الأميركية :1- العمل على احتفاظها بقوتنا النوعية في العالم.‏

2- منع انبعاث أي قوة مهيمنة أومعادية.‏

3- منع قيام قوى على حدودها وفي الجوار البعيد.‏

4- منع انهيار النظام الاقتصادي العالمي لضمان بقائها مسيطرة على اقتصاديات العالم ونهب ثروات الشعوب.‏

وهكذا فإن الاستراتيجية الأميركية تقوم على مبدأ المنع وتعتمد على مراكز التضليل ونشر الوعي الزائف وإشعال الفتن والنزاعات.‏

ومن أجل فرض المصلحة القومية الأميركية, يختارون هدفاً وليس الوطن العربي إلا هدافاً حالياً لهم وفي مركزه سورية ثم يذهب الأمر بعد ذ لك الى نزع صفة الإنسانية عن ذاك البلد, ويتم تجريم نظامه ودولته, وبعدها تعلن المواجهة معه, وصولاً الى خنق البلد..‏

وعلى القائمة الأميركية 45 دولة مارقة منها 23 دولة في الوطن العربي والإسلامي مطلوب تدميرها!‏

وتحدث الدكتور حجار عن (مبدأ بوش) الذي يقر بمفهرم الضربة الاستباقية بعد تحديد العدو ثم توجيه الضربة له وفي ذلك ابتكار عن المفهوم الأميركي السابق للضربة الاستباقية, حيث كانت تقول بالقدرة والاستعداد لتوجيه ضربة للعدو في حال هدد الأمن الأميركي إلا أنه في مفهوم بوش فإن الإدارة (تحدد )مسبقاً العدو وتلجأ الى ضربه في عقر داره...‏

ويضيف بوش الى السياسة الأميركية عناصر التدخل لمنع الانتشار النووي, وفرض الهيمنة, وإقفال الطريق على كل من يطمح أن يصل الى مرتبة أميركا أو يتحداها أو يتفوق عليها.ونزعة التفرد في الدفاع وفرض المسؤولية وتصدير الحرية وتحديد شكل السيادة في الدول, ثم تشكيل التحالف الرمزي وتشجيع المجتمعات على الانفتاح والديمقراطية وتعميم القيم الأميركية والطلب الى الدول التي تريد اللحاق بأميركا أن تبيع اقتصادها وتفقر شعوبها من خلال نشر مفهوم الاستهلاك, وتشريع مفهوم الانقلاب على الدولة والسيادة والنظام.‏

وأشار الدكتور حجار أن صقور الإدارة الأميركية لن يقفوا عند حد, فهم ماضون في ايجاد الذرائع وذكر المحاضر بمبدأ الإبادة والاستعباد الأميركي وما قامت به من حروب, حيث خاضت حتى الآن (241) حرباً إنها مجتمع حرب لا يستطيع العيش بدون دماء وقتل إلا أننا على ثقة حتمية بأن حروبها القادمة ستؤدي الى انهيارها , حيث جنون العظمة لدى بوش وعبادة القوة باسم القيم الأميركية والتي أوصلت الى مجتمع الحكم اللاهوتي والطبقة الحاكمة باسم الدين عامل مساعد في ذلك وختم المحاضر بالإشارة الى تدني شعبية بوش وتفاقم مشكلات الداخل حتى أن هناك دعوات لعودته الى تكساس وتقوم الصحف بنشر معلومات عن استهتاره وغيابه عن العمل حيث تغيب (339) يوماً خلال أربع السنوات الماضية عن البيت الأبيض.‏

وإن صاحب القرار اليوم هو مجلس الأمن القومي والمؤسسات الاحتكارية (كارتلات النفط) والمطبخ الرئاسي (الصقور) ثم ليكرر الباحث أن الحراك الجماهيري والتلاحم والوحدة الوطنية تجعلنا نؤكد بأن أميركا ساقطة في منطقتنا.وأن قدراتنا الذاتية وقوتنا الكامنة الهائلة المتجسدة في إيمان جماهيرنا وتصميم الشرفاء على الذود عن الكرامة كفيلة بذلك, ويكفي أن تستهدف انتفاضة الجماهير المصالح والمؤسسات الأميركية في منطقتنا العربية فقط والتي يزيد عددها عن (700 مؤسسة) لتكون الضربة القاضية والانهيار الأميركي.‏

ملاحظة: أكد الباحث أن الآراء التي طرحها في المحاضرة تستند الى معلومات ووثائق تنشرها مراكز الدراسات الاستراتيجية الأميركية الغربية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية