تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مناهجنا التربوية . . ؟

حديث الناس
الاثنين 20-10-2014
اسماعيل جرادات

المناهج وتطويرها من المسائل المهمة التي دفعت بالتربية إلى متابعتها بصورة دائمة ومستمرة ، ولنكن أكثر صراحة حتى المناهج الجامعية هي بحاجة لهذه المتابعة ، لكن ما يهمنا هو المناهج المدرسية كونها النواة الرئيسة لمنظومتنا التعليمية ،

من هذه الأهمية أقيمت ورشة عمل وطنية لهذه الغاية بالتعاون ما بين وزارتي التربية والتعليم العالي وذلك انطلاقا من أهمية المعرفة والتطور الفكري في بناء الإنسان وتأثيره في الحياة الاقتصادية والاجتماعية انطلاقاً من أن التربية تعد المقياس الحضاري لتقدم الأمم في مختلف المجتمعات باعتبارها تدخل في السلوك الإنساني وفق معطيات علمية ومنهجية .‏

فالورشة التي أقيمت في عقر دار كلية التربية بحضور وزيري التربية والتعليم العالي والكثير من المتخصصين ربما ترسي ثقافة تربوية جديدة لمفهوم المعايير ومتطلبات إعداد المعلم ، وتوضح للباحثين والأكاديميين والعاملين في الميادين التربوية المتطلبات التي ينبغي تأمينها والتدرب عليها وتوفير مستلزماتها والمتطلبات التي تحتاج إليها تدريساً وتقويماً، لاسيما إذا ما علمنا إن عملية الإعداد لقسم معلم الصف في الجامعة قد شهد بعض الارباكات في مخرجاته حيث كنا نجد صعوبات كثيرة عندما يدخلون الميدان التربوي ، ولابد الآن وبعد مرور نحو خمس سنوات على هذه التجربة من إعادة النظر بالمناهج وتطبيقها، من حيث وضع معايير جديدة لتوصيف الخريجين ضمن إطار تطوير المناهج، وتطوير المهارات ضمن معايير محددة لبناء مناهج هذه الكلية أو تلك وبما يتوافق والمخرج التعليمي مع سوق العمل منعا لتزايد البطالة، وهنا لابد من ردم للفجوة بين المؤسسة التربوية والتعليمية والواقع .‏

ففي ضوء التطور المتسارع للتقانة وبكل المجالات ولاسيما في مجالات المعلومات والاتصالات فإنه لزاماً على التربية أن تدرك هذا التطوير لتكوين المجتمع انطلاقاً من كونها أداة التغيير والتطوير، ولأن أي تقدم تقني هو بالأساس تقدم تربوي، حيث الاستثمار في التربية هو الاستثمار الأمثل لأنه يركز على الإنسان انطلاقاً من أن الاقتصاد المعرفي يركز على الاقتصاد في الموجودات الفكرية والمعرفية غير الملموسة أكثر من تركيزه على الموجودات المادية الملموسة وإن الاستثمار في العنصر البشري هو أفضل أنواع الاستثمار لأنه يحقق منفعة أكبر حيث إن القيمة المضافة المحققة من الاستثمار في المعرفة تكون كبيرة،‏

من هنا يأتي اهتمام التربية بتطوير المناهج وفق رؤية وطنية بعيدا عن الحشو الذي كانت مناهجنا مليئة به خاصة وأن هذه المناهج قد بنيت على معايير غير واضحة الأهداف.‏

لذلك نجد إن الورشة قد ناقشت مسألة إعداد المعلم وتدريبه وفق المعايير في بناء المناهج وتطويرها، وتنمية استخدام استراتيجيات التدريس المناسبة وتنمية مهارات استخدام التقويم التربوي وتعزيز التعاون بين كليات التربية والقيادات التربوية والمشرفين على الميدان التربوي في وزارة التربية.‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية