تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هكذا يعاقبون كل من ينتقد إسرائيل!!

شؤون سياسية
الأحد 21/9/2008
دينا الحمد

تعتبر منظمة الايباك أقوى لوبي في الولايات المتحدة الأميركية لا بل إن السيناتور السابق جيمس أبو رزق يصفها بالأكثر فساداً وإفساداً في حياة الأميركيين لأنها برأيه الأكثر قدرة في فن الضغط على أعضاء الكونغرس,

وهذه المنظمة الخطرة تتصل يومياً بأكثر من سيناتور حتى إن بعض الإحصائيات تؤكد أنه تعقد سنوياً حوالي ألفي اجتماع مع مختلف السيناتورات, أي بمعدل ستة لقاءات يومياً, وأنها تسهم في رصد حوالي 100 مبادرة تشريعية لمصلحة إسرائيل سنوياً حتى أصبحت واحدة من أكثر الأسلحة فعالية وقوة في ترسانة الأسلحة الهجومية الإسرائيلية.‏

ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في عمل »ايباك« الأخطبوطي أنها تساهم بشكل فعال في تشكيل سياسة أميركا الداخلية والخارجية وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي وتوجيه بوصلة السياسة العامة للبيت الأبيض باتجاه إسرائيل ومصلحتها وسياساتها التوسعية بحيث تضمن لهذه الأخيرة الحماية الدولية المطلوبة وإبعادها عن أية مساءلة قانونية أو سياسية حتى إن الصحفي ريتشارد كيرتس قال مرة: «لقد وصلت برمجة السياسيين في أميركا درجة تجعلهم يركعون أوتوماتيكياً للايباك وجعلتهم يتراجعون عن تصريحاتهم المحايدة أو يعتذرون عنها أو يقومون باسترضاء اللوبي «ايباك» تجنباً للتهم والملاحقات والمضايقات لأن هذا اللوبي لا يتمتع بالقوة المالية والسياسية فقط بل بالرقابة الشاملة والصامتة للإعلام, وكذلك للسيد المعروف «تهمة اللاسامية التي يلصقها بمن يرغب حين لا تعجبه تصرفاته.‏

ومثل هذا الكلام الذي ينقله كيرتس تؤكده الكثير من الوقائع التي جرت في الولايات المتحدة وهناك أكثر من قصة مثل قصة الجنرال براون فماذا حدث?!‏

الجنرال براون رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق كان الدليل الصارخ على تهمة «اللاسامية» ففي مقابلة أجرتها معه إحدى الصحف الأميركية سئل : هل يمكن من وجهة نظر عسكرية بحتة القول إن إسرائيل عبء على الولايات المتحدة أم إنها نعمة? وأجاب براون : »أعتقد أنها وصلت إلى حد يمكن اعتبارها عبئاً« .‏

وما إن نشرت الصحيفة المقال المذكور حتى اكتسحت حالة من الهستيريا أوساط »الايباك« وانهالت المقالات التي تشجب تصريحه متهمة إياه بمعاداة السامية حتى اضطر رئيس الولايات المتحدة آنذاك »فورد« إلى الاعتذار نيابة عن رئيس أركانه خشية غضب اللوبي وسطوته.‏

أما عضو الكونغرس » بول فندلي« فرغم أنه يصوت دائماً لإسرائيل ويطالب بدعمها مالياً وعسكرياً وسياسياً لكنه أصبح بين ليلة وضحاها العدو الأول للايباك فقد زار الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمع إلى معاناة العرب من الاحتلال وصرح قائلاً :إن إجراءات إسرائيل غير سليمة فاعتبرته ايباك خائناً واتهمته بمعاداة السامية وظهرت عبارات في الصحف تقول: »اظهر مع فندلي لتسقط« وبعدها قام فندلي بتأليف كتاب»من يجرؤ على الكلام« متهماً اللوبي بتحكمه بالكونغرس والبيت الأبيض.‏

وتأتي قصة ميرفن ديمالي لتشكل صفحة سوداء في تاريخ هذا اللوبي, فمنذ انتخابه عضواً في الكونغرس كان يفتخر بإنجازاته لمصلحة إسرائيل لكنه التقى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وتساءل مرة أمام الصحافة لماذا كل هذه المساعدات لإسرائيل فوقعت لعنة الايباك عليه وتعرض لملاحقات أمنية وحوصر أكثر من مرة في مكتبه بعد تهديدات بتصفيته. وكذلك فإن قصص »جيسي هيلمز« و »زيشاو« و »جورج بول« والرئيس جيرالد فورد» والنائب »جون إدواردز« ليست بأغرب من هذه القصص التي تؤكد أن لعنة »الايباك« وتهمة معاداة السامية تقع على كل من يتفوه بحرف واحد ضد إسرائيل وسياساتها العدوانية والعنصرية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية