|
شؤون سياسية متى ستقع الحرب القادمة, التي يأمل الإسرائيليون أن تعيد لهم ثقة مضاعفة في الجيش الذي وصف بأنه لايقهر? وهي أسئلة مشفوعة بتكهنات واسعة عن إمكان اندلاعها, في موعد حدد لها أواخر صيف العام الماضي, واستمرت على وتيرتها المتصاعدة هذا العام, وهناك من يرى أن موعدها نهاية الأعياد اليهودية مطلع تشرين الأول القادم, يوم تقوم إسرائيل بعدوان جوي على إيران, ولاسيما أن تقرير لجنة فينوغراد رأى في القرار المذكور أكثر من مجرد قرار سياسي, بل شكل استمراراً مطلوباً لعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير حربه أما الأخير وهو عمير بيرتس وقد ر حل بإجراءات داخل حزب «العمل» فهل تنتهي الحرب, أو تنقشع احتمالات اندلاعها رسمياً مع رحيل ايهود أولمرت?. تسعى إسرائيل إلى جعل القرار 1701 مدخلاً لما قد تقوم به من حماقة, مطالبة بتوسيع التفويض الممنوح للقوات الدولية. ولأجل هذا الهدف قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بزيارة غير مسبوقة لمنطقة الحدود مع لبنان صحبها نظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني, الذي تقود بلاده القوة الدولية, و قد ترافقت الزيارة مع بيانين: أحدهما لوزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك حذر فيه من أن إسرائيل لايمكنها أن تقبل استمرار تآكل اتفاق الهدنة مع لبنان». ومطالباً اليونيفيل بالتحرك لمنع تهريب السلاح منعاً لانهيار القرار 1701, حسبما ذهبت إليه صحيفة معاريف (8/7/2008) ومحذراً بحضور وزير الخارجية الفرنسي من أن «إسرائيل لن تتعايش مع التآكل المتواصل للقرار 1701» (هآرتس 10/7/2008), وقد عزز باراك هذا الموقف بوصفه المداولات التي أجراها المجلس الوزاري المصغر حول «خطر حزب الله» في لبنان بأنها (المسمار الأخير في نعش القرار الدولي 1701) أما البيان الثاني فهو لوزيرة الخارجية ليفني دعت فيه إلى «تجريد حزب الله من أسلحته, ومطالبة إياه بأن يشرح لمواطنيه لماذا أخذ البلاد إلى الحرب? كلام مازال يتردد على ألسنة فريق الأكثرية في لبنان بصيغ متعددة. قد ينظر إلى هذه التهديدات باعتبارها ضغطاًعلى القوات الدولية ودولها للأخذ بما تطالب به إسرائيل, لكن مجلس الأمن لم يعر هذه المطالب أذناً صاغية يوم جدد تفويض هذه القوات عاماً آخر وقد تكون من باب الحرب النفسية ضد المقاومة في لبنان, وربما أملتها الحسابات الداخلية لدى العدو الإسرائيلي, لكن حزب الله لايسقط من حساباته إمكان وقوع الحرب في أية لحظة, الأمر الذي استوجب, في ضوء معلومات فرنسية عن جدية التهديد الإسرائيلي, رداً من أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أكد فيه أن «الفرق العسكرية الخمس التي ستدخل إلى الجنوب- ويتراوح عددها بين 80 و90 ألف جندي إسرائيلي- سوف تدمر, وأن النصر سيكون قاطعاً لالبس فيه». بمعنى أن على الإسرائيليين وقد صدقوا أمين عام حزب الله أكثر مما يصدقون قادتهم, أن يدركوا قيادة وشعباً حجم الصعوبة التي سيلقونها إن كان هناك غزو جديد للبنان, ونظراً لهذه الصعوبة فقد استبعد وزير الخارجية الإسباني أنخيل موراتينوس قيام إسرائيل بأي حرب على لبنان لأنها «لن تكون حرباً سهلة», وإلى هذا الرأي ذهب وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه أرينز مؤكداً في مقال كتبه في صحيفة هآرتس 12/8/2008, أن «حزب الله بات يشكل قوة ردع تمنع إسرائيل من القيام بأي خطوة استباقية تمنعه من مواصلة تعزيز قوته», وقد حذر رجل الموساد «أليعيزر تسفرير» في محاضرة ألقاها في «المعهد الدولي للإرهاب» في مركز هرتسيليا المتعدد المجالات (11/9/2008) من إمكانية تعرض إسرائيل إلى «مطر من الصواريخ» ولاسيما أن تقريراً نشرته صحيفة هآرتس (6/9/2008) يقول إن الجبهة الداخلية التي يصفها رئيس مجلس الأمن القومي السابق«غيورا آيلاند» بأنها «فيل ضخم ومركبة بشكل مفزع, بحيث لايستطيع أحد هضمها» لاتزال غير محمية من الهجمات الصاروخية. وخلافاً لتصريحات إيهود باراك «لاتجربونا مرة أخرى», أكد قادة وخبراء عسكريون أن الجيش الإسرائيلي لايتدرب «كما ينبغي » وأن الجبهة الداخلية «غير حصينة» في مواجهة الصواريخ وقد كانت الصرخة الأقوى من قائد الفيلق الشمالي السابق الجنرال «موشيه سوكينك» حين وصف في ندوة حول المعارك البرية في لبنان عقدت في مستوطنة «رامات إفعال يوم 4 أيلول الجاري الجيش الإسرائيلي بأنه «صدئ» و«غير جاهز لخوض حرب جديدة مع حزب الله» وقد ذهب المعلق السياسي في يديعوت أحرونوت (9/9/2008) «عوفر شيلح» إلى القول إن الجيش الإسرائيلي في حالة إفلاس أخلاقي من رأسه إلى قدميه, وهو يعيش منذ حرب تموز 2006, في حالة «فوضى الوعي . ويعتقد سياسيون ودبلوماسيون غربيون أن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب حاسمة على لبنان لا تعبر عن توجه فعلي, ومع ذلك فإن المعنيين بالأمر ومن جهات عدة, يعتقدون بوجوب التعامل بحذر, لجهة أنها تعبر عن وجهة نظر لدى العدو الإسرائيلي, وتعكس نمطاً من التفكير وآليات من الاستعداد, بمعزل عن النقاش حول القدرة على القيام بها, أو تحقيق نتائج منها, إلا أن اللافت في الأمر لايتصل بما يقوله القادة الإسرائيليون عن الأمر ولا بالتسريبات التي تقوم بها جهات دبلوماسية غربية في إطار التهويل, بل بأن إسرائيل تقول إنها حسمت خيارها لجهة ضرورة توفير شروط نجاح حرب طاحنة يراد منها التخلص من العبء الأكثر خطورة على مستقبلها وهو: منطق المقاومة وأدواتها في لبنان وفلسطين والدور الحاضن والداعم لها في سورية وإيران. و يشار هنا إلى الكلام «الجدي» هو ماقاله وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك بشأن الوضع السياسي والأمني والعسكري على الجبهة الشمالية, بعد أن فشلت الوظيفة الإسرائيلية للقرار 1701 متهماً قوات اليونيفيل بالتقصير في حماية أمن إسرائيل, لكن الرد جاء سريعاً من قائد هذه القوات الجنرال كلاوديو غراتسيانو, فاتهم إسرائيل بخرق القرار المذكور, ناهيك عن أن الأخير اشتكى من أن باراك يرفض مقابلته للتباحث في الوضع على الحدود مع لبنان وتطبيق القرار 1701, كما رفض تسليم القوة الدولية خرائط للأمكنة التي تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية أثناء حرب تموز 2006, مؤكداً أنه لاتوجد لدى القوات الدولية أية دلائل على وجود نشاط لحزب الله جنوب الليطاني داعياً إسرائيل إلى تقديم ما لديها من معلومات استخباراتية للقوات الدولية. |
|