|
هآرتس- بقلم: ألوف بن وأن أعلنها في الكنيست بشهر أيار 2006, والتي أشار فيها إلى خيبة الأمل التي انتابته جراء عدم امكانية تحقيق حلمه في إنشاء دولة إسرائيل العظمى مبدياً رغبة جامحة بضرورة تقسيم الأراضي بين اليهود والفلسطينيين لضمان هوية يهودية لدولة إسرائيل.في عام 2006 حذر أولمرت من الاستمرار في بناء المستوطنات المتناثرة في يهودا والسامرة لأنها تخلق واقعاً ديموغرافياً يصعب تغييره, ما يعرض وجود إسرائيل كدولة يهودية للخطر, وعبر في مؤتمر أنابوليس عن رغبته في إقامة دولته وعن المساعي الإسرائيلية لتحقيق ذلك, وكرر تحذيره هذا في الاجتماع الأخير عندما قال: إننا بحاجة لاقتسام الأراضي مع جيراننا إن كنا نرغب بتجنب إقامة دولة ثنائية القومية على الرغم مما يعتقده أولمرت بأن اقتسام الأراضي هو الطريق السليم لتحقيق الحلم الصهيوني, إلا أنه بدا وكأنه معلق سياسي أو فيلسوف أو عضو في اللوبي اليهودي بدلاً من أن يتصرف كرئيس حكومة مهمته قيادة البلاد نحو شاطئ الأمان, وبذلك نرى أنه قد انهى ولايته دون أن يحقق أي نجاح فيما أعلنه من اقتسام للأراضي مع الفلسطينيين ودون معالجة لموضوع المستوطنات التي ما زالت مبعثرة في مواقع متعددة من الضفة الغربية منزوية بين نقاط التفتيش التي تحيط بالمدن الفلسطينية, فضلاً عما أقره أولمرت من بناء آلاف الوحدات السكنية في القدس الشرقية, والمستوطنات التي تقع في الجانب الغربي لجدار الفصل, وفي ذات الوقت امتنع عن إصدار رخص للبناء في المستوطنات البعيدة, ولم يعط اهتماماً لموضوع مشكلات المستوطنين وإخلائهم من المستوطنات, الأمر الذي دعاهم إلى تطويرها ذاتياً وزيادة بناء الوحدات السكنية في الجانب الشرقي للجدار على نفقتهم الخاصة, لكنهم لم يحققوا نجاحاً في جذب مستوطنين جدد للعيش فيها. إن التقارب مع الفلسطينيين وترحيل 000.80 مستوطن من الجانب الشرقي للجدار التي أعلن عنها أولمرت قبل الانتخابات لم تأخذ مسارها إلى التنفيذ, ولقيت مزيداً من الإهمال بعد حرب لبنان الثانية. في الجلسة الأخيرة لاجتماع مجلس الوزراء أدان أولمرت تصرفات المستوطنين في يتسحار الذين اعتدوا على جيرانهم الفلسطينيين بقوله: لن نسمح بحدوث مجازر في دولة إسرائيل, لكنه لو نفذ ما سبق وأن وعد به من التقارب مع الفلسطينيين, وإخلاء المستوطنات لكانت يتسحار خالية من السكان , ولما حدثت الصدامات بين سكانها وجيرانهم الفلسطينيين. إن مفاوضات أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان هدفها التوصل إلى حدود ترضي الطرفين, وتكون الأساس لعقد اتفاقية دائمة, لكن المفاوضات لم تسفر عن نتائج ملموسة ولم يتحقق ما أعلنه أولمرت, في حين أن الطرف الفلسطيني كان مهيئاً للقبول بها وإزاء هذا الواقع يبدو أن أولمرت ترك معالجة أو مفاوضات السلام إلى خلفه , على الرغم من البيانات التي أصدرها المرشحون للانتخابات في كاديما نجدهم جميعاً لم يحددوا حتى الآن توجهاتهم نحو تحقيق السلام, حيث يلاحظ أن ليفني تنتظر نتائج الانتخابات الأميركية القادمة, بينما نرى موفاز يتحفظ على المفاوضات الخاصة بالقضايا الجوهرية مقترحاً إقامة سلام يقتصر على الجانب الاقتصادي دون الأخذ بمتطلبات السلام الأخرى. لقد كشف أولمرت ورقته الأخيرة وهي عبارة عن خطة تقوم على تعويض المستوطنين الذين يوافقونه على ترك منازلهم في الجانب الشرقي من الجدار الأمني, وكان من الأفضل له أن يعد نفسه للمغادرة بدلاً من قطع وعود تراخى في تنفيذها إبان توليه رئاسة الحكومة. لقد كان نائب رئيس مجلس الوزراء حاييم رامون مؤيداً لفكرة الإخلاء الجماعي للمستوطنات, وكان يتوق لتحقيق ذلك منذ تأسيس الحكومة لكن أولمرت أخذ بالتراخي عن تنفيذ هذا الأمر حتى نهاية وجوده في السلطة , وهو عندما طرح تلك الفكرة مؤخراً لم يكن له من هدف إلا تلميع صورته, علماً بأن المتنافسين على قيادةكاديما يعارضون فكرة الإخلاء تلك. ما الدرس الذي ينبغي أن يتعلمه الرئيس القادم من فشل أولمرت? على رئيس الحكومة القادم أن يعطي جل اهتمامه لقضية السلام مع الفلسطينيين لأن حرب لبنان الثانية حولت انتباه الشعب إلى قضايا أقل أهمية , الأمر الذي جعل إسرائيل تدفع الثمن في الوقت الراهن وليعلم أن الزمن لايسير وفق أهوائه, وأن عدم السعي لتحقيق السلام في السنة الأولى من حكمه سيفضي إلى عدم تحقيقه في السنة الثانية أو الثالثة وليأخذ في حسبانه بأنه لن يتسنى لأي رئيس حكومة إجراء محادثات ناجحةللسلام دون أن يلقى دعماً سياسياً وشعبياً, وإلا فإنه لن يتمكن من القيام بتلك المهام على الوجه الأكمل. |
|