تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحارة قبل مدفع الإفطار

رمضانيات
الأحد 21/9/2008
نزار الأسود

طفل يسرع بسطل العرق سوس وعليه ثلجة إلى البيت. امرأة بالملاية الزم تسرع بالخبز المشروح (وعليه حبة البركة) من الفرن. والخباز يتوصى بهذه المرأة ويقمّر لها الخبز.

أبو نزار يقف على يد الخباز وهو يشوي الصفيحة وعليها الصنوبر, ويعود إلى البيت باللبن والنعناع, الصائمون يشتهون.‏

البنت خديجة تملأ إبريق الفخار من الفيجة في الحارة. هيثم يسرع بصينية التسقية, وفيها فتافيت الخبز حول كأس من الزيت إلى دكان أبي قاعود ليسقيها. ازدحام على الدكان. ازدحام على الفرن. في بيت النار صواني اللحمة بالصينية والكواج واللحمة على رغيف..ازدحام على السمّان, البيض يباع بالبيضة, الناس يشترون الزهورات والبهارات. كذلك يشترون الشمع والكاز خوفاً من انقطاع الكهرباء.‏

أم نزار تصيح بأولادها وزوجها بعد مدفع الإفطار: ماهذا? كلوا رزقكم قامت القيامة. الصائم يظن أنه سيأكل سفرة رمضان. لقمة أو لقمتان من كل صحن, ثم يقول: الحمد لله.‏

يقف الشحادون في رأس الحارة, وأكثرهم من النوَر. ينتظرون مدفع رمضان ليدقوا الباب: من مال الله حسنة, زكاة صيامكم. وتأخذ النوَرية كل ما تجد أمامها. حتى أنها أخذت الطفل فوزي من حيّ العتيبة وبقي عندها سنة ونصف السنة. وصدفة عادت به إلى الحي, وهي تحمله على ظهرها فقال للسمان: عمي أبو عدنان عطيني كعكة. وقد صوّرت النورية والولد في مخفر الشرطة.‏

ولا بد من الإعارة والاستعارة. دق مين?! شحدونا راس توم دق مين! شوية ملح من فضلكم.. وتنشط السكبة. جارتنا والله اشتهينالكم صحن الكبة.. المعلاق المطجن بشهّي..‏

ويمضي شهر رمضان بالبركة والرحمة والتعاون والتعاطف والتزاور بين أفراد الحارة وكأنهم أسرة واحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية