تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


»بقعة ضوء«.. هل يعوض غياب الكوميديا السورية!!

فضائيات
الأحد 21/9/2008
هند بوظو

أفرج هذا العام عن مسلسل بقعة ضوء والذي يعرض على الفضائية السورية في -رمضان- بعد أزمات وفض اشتباك بين أعضاء فريق العمل.

وبات من المتوقع أن نرى هذه اللوحات /بقعة ضوء/ على مدار العام على الفضائيات العربية, حيث تلقى إقبالاً كبيراً ومتابعة لافتة من الجمهور العربي.‏

واللافت أن هذا هو العمل الكوميدي الأهم الذي يتم طرحه إلى جانب أعمال أخرى يقال إنها كوميدية!!..‏

السؤال لماذا تنحسر الكوميديا السورية.. وبمعنى آخر لماذا تُختصر بعمل أو عملين فقط?!..‏

هل هو في غياب المؤلفين الكوميديين الجدد, (أو تطفيشهم) وهل هيمنة (النجم) على العملية الإنتاجية وعلى المؤلف والمخرج أثرت بشكل سلبي على استمرار نجاح هذه الأعمال?!‏

لايمكننا تجاهل دور (النجم الكوميدي) في إنجاح أي عمل من هذا النوع والشعبية التي يحظى بها, وافتتان الناس به خاصة المتمكنين فطرياً من موهبتهم, ما يجعلهم يفرضون شروطهم ورؤاهم في تلك الأعمال.../وهذه باتت عادة سورية في معظم الأعمال الدرامية بشكل عام!!.‏

ويبقى الأهم هو..‏

غياب الفنان الكوميدي الأول ألا وهو (المؤلف) صانع الموقف الكوميدي الذي يمرر أفكاره على عقل المشاهد ليستثير الوعي, ويدفع بالسخرية إلى مداها الأبعد والأعمق بعيداً عن السطحية والسذاجة, والذين عرفنا عدداً منهم أثروا الدراما السورية وتحديداً الكوميدية منها وأصبحوا علامة وماركة مسجلة في الأعمال السورية.‏

لكن هؤلاء بالذات تلاحقهم لعنة هذا النجاح ويضطر بعضهم إلى التوقف وآخرون إلى الرحيل! لنسأل أين الجانب الكوميدي (مازن طه) ولماذا لم يعد متوفراً بيننا?!‏

(مثلاً) نجحت مرايا ياسر العظمة, وبقعة ضوء, وضيعة ضايعة التي تلقى اقبالاً كبيراً على الفضائيات العربية لامتلاك الفنانين السوريين المشاركين في هذه الأعمال بخفة دم فطري, وقدرة على انتزاع الضحكة, /ولا أقول القهقهة/ مبتعدين ما أمكنهم عن الاستظراف والافتعال الممجوج.. الذي نراه في أعمال كوميدية سورية أخرى.. ويؤدون أدوارهم بسطحية ساذجة وهزلية تقترب من التهريج. فمتابعتهم على الفضائيات العربية تشعرني شخصياً »بالاحراج«.‏

وليس شرط الكوميديا بهذه الحالة أن تكون موجهة أو وعظية بل تحمل في مضمونها وأداء ممثليها المتعة والسرور.‏

ندرك أن كثيراً من القائمين على الدراما السورية يتهيبون من الدخول في مغامرة إنتاج الأعمال الكوميدية.. مكمن المشكلة الأكبر هي أن أفكاراً مهمة أسندت إلى فنانين فاشلين.. فرضتهم بعض شركات الإنتاج التي رأت أن الجمهور العربي لا يحتاج إلا إلى قليل من الهذر والهزل.. ليصفق ويضحك.. وينام على خيباته..‏

الكوميديا ليست كذلك إنها إعادة صياغة للحياة.. وفن إلقاء الضوء على ما يوجعنا ويستفز فينا بواطن العجز والقوة.. ويعيدنا إلى لحظات تجل.. تحلحل عقدنا.. وخوفنا.. وتهيبنا من مظاهر كثيرة في حياتنا.‏

فهل ستكون /لوحات مسلسل بقعة ضوء/ على الفضائية السورية وبعض الفضائيات العربية التي من المتوقع أن يعرض عليها هذا العمل دليلاً على عدم غياب أو تراخي وكسل القائمين على الكوميديا السورية?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية