|
فضائيات لازالت موجودة وتحتل مساحة واسعة في الخريطة الرمضانية,و أنتجت برامج خصيصا لشهر رمضان إلا أنها لا تجد الصدى المطلوب. مجرد مسلسلات تملأ فضاءنا,كما إن البرامج الترفيهية التي تبث في رمضان ,أو بعده... نسبة كبيرة منها تخصص للحديث عن تلك الأعمال الدرامية بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال لقاءات مع ممثلي ونجوم تلك الأعمال,حتى إن هناك برامج غالبا ما كانت تناقش موضوعات سياسية تحولت لتناقش الدراما الرمضانية وهو ما عشناه مع برنامج الاتجاه المعاكس الذي تناول موضوع الدراما الرمضانية على حلقتين ,والغريب أن السؤال الذي وجهه البرنامج للتصويت (هل تؤيد حشد المسلسلات الدرامية في شهر رمضان)? وأجابت النسبة الأكبر ب»لا«. من الذي لايؤيد هذا الحشد الدرامي يحتاج إلى دراسة أخرى لنعرف ماهية هذا الرفض,فلولا أن السوق الدرامية العربية تعيش أثناء شهر رمضان انتعاشا وربحاً كبيرا ,لما سارع المنتجون إلى حشد كل طاقاتهم لإنتاج أعمالهم,وأصبحوا غالباً غير مستعدين للمغامرة خارج هذا الشهر,خاصة وأن شهر رمضان أرسى تقاليد عرض درامية بدأت تتفاعل عاما اثر آخر ورغم كل الانتقادات حول برمجة العرض وحشو كل المسلسلات في شهر وحيد,إلا أن معظم نتاج الدراما لعربية ينتج خصيصا لهذا الشهر. المشكلة في هذا النتاج الدرامي الضخم الذي بات ينتظره المشاهد سنوياً,أنه يعاني من استسهال كبير لساعات مفتوحة من البث,تضيق بها الإعادات,ملايين الليرات تصرف لإنتاج سطحي,والمتابع لدراما رمضان خلال الأعوام الماضية يكتشف انه لاينجو من هذا الاستسهال إلا بضعة مسلسلات,وإذا كان الاستسهال يزداد عاماً اثر آخر,وندور في دائرة مغلقة تعيشها الصناعة الدرامية رغم الدعم الكبير المادي والمعنوي,لكن دون أية مضامين متميزة يسمح بها فضاؤنا العربي الحالي الذي على ما يبدو أنه مع مرور الوقت تضيق مساحة حريته!! |
|