|
شؤون ثقا فية كان قد أبدعها الفنانون بطرق تقنية متعددة تبعا لأساليبهم الفنية التي تصبغ تجاربهم وقد شغلت الأعمال بألوان الزيت والأكرليك باستثناء الفنانة الفرنسية »ليا مودين« التي اعتمدت على المساحات اللونية الواسعة بواسطة الورق الذي ثبتته على خلفية من القماش تعبيرا منها عن موضوع الظل الموازي للشخصية واعتمدت في الملامح على الخطوط الخارجية الخاصة بشخصيتها, وتراوحت ألوانها بين الأبيض والرمادي والأسود وبدت تكوينات أعمالها مدروسة عبر التصميم المعتمد على تقاطعات مساحتي اللونين الأسود والرمادي ومرجعية كل من هذين اللونين وغايته الدلالية. تمتعت الأعمال بفعل تشكيلي يمتاز بالغنى فقد استغرق الفنانون في حالة البحث والتجريب ضمن ظروف تفتقد لمناخ المرسم الذي تعوده الفنان ورغم ذلك بدت التراكمات من مساحات لونية متداخلة وأشكال خطية واضحة على السطح وتحمل تأثيراتها المتنوعة شيئا من الثراء البصري الذي يختلف بين تجربة وأخرى ملمحا بقوة لخصوصية كل فنان. وقد بدأت فعالية الملتقى في السادس من الشهر الحالي ضمن أجواء من العمل سادتها لحظات التواصل الفني والاجتماعي بين مجموعة من الفنانين العرب والأجانب فكان هذا اللقاء فرصة كبيرة لاطلاع الفنانين على تجارب بعضهم ومجالا لتبادل المعلومات حول خبراتهم الفنية أثناء تطور الأعمال وصولا إلى لحظة اخراجها النهائي خاصة وأن بعض الفنانين يخوضون في طقوس مثيرة أثناء الخلق الفني كالفنان الكويتي عبد الرسول سلمان والفنان الروماني بيجان باربو والفنان الأردني محمد العامري والفنان الفلسطيني محمد الوهيبي والفنان السوري هيشون. تخللت أجواء هذا الملتقى المقام في منتجع حكايا السياحي بناحية الدالية لحظات من المرح والتواصل الانساني إضافة للحوارات التي كانت تدور حول اشكاليات تشكيلية متعددة تفضي عن رؤى وآراء للفنانين تطرح بشكل ودي وأبرز تلك الحوارات تناولها الفنانون بحضور الناقد الدكتور عبد العزيز علون في اللقاء الذي أقيم في التاسع من الشهر وخلصت الندوة إلى طرح بعض التساؤلات الفنية التي تشكل هموما تشكيلية تتعلق بعضها بمستقبل العمل الفني ومسألة التسويق وقضايا دعم الفنان واتاحة المناخ الملائم سعيا لتفرغه للانتاج الفني اضافة لأدوار النقد الفني والمواكبة الصحفية ودور الصحافة الفعال في العلاقة التي تربط الفن بالمتلقي غير أن الناقد علون قدم أيضا عرضا مقتضبا وشيقا للاتجاهات الفنية المعاصرة على امتداد العالم اليوم في محاولة لتحديد الاتجاهات الفنية العربية في مكانها بين الاتجاهات العالمية. من الأعمال التي حضرت بقوة أثناء العرض لوحات الفنان التونسي مراد حرباوي لما تمتلكه من تأثيرات بصرية مؤثرة عبر اللون والخط اللذين يمتازان بالغنى والتناغم والتعبير البالغ كذلك أعمال الفنان العامري والتي حملت القليل من اللمسات من خلال اختزال لوني وخطي يفضي إلى تأثيرات لها من الشفافية التعبيرية والتأثر ما يمنحها أصالة واضحة عبر تصميم رصين لعناصر العمل التي تبث دلالات متعددة في أعمال تتراوح بين التعبيرية والتجريد. أما في أعمال الفنان الكويتي سلمان فقد تحولت الشخوص إلى لمسات مبسطة من خلال صياغة ذات جمالية عالية تراكمت في أعلى اللوحات في مشهد كرنفالي ملون وحالم وتمتعت أعماله بخصوصية عالية من خلال التصميم الداخلي الذي يعتمد على مساحات رأسية متجاورة وتتمركز الحياة الصاخبة في المساحة الوسطى من هذه القطوع وأبرز ما يؤثر في المتلقي أثناء رؤية أعمال هذا الفنان هو الشفافية اللونية وأثر السائل اللوني المتجه للأسفل إضافة للتباين اللوني الجريء. وشارك في الملتقى كل من الفنانين خلود سباعي, عدنان حميدة, عصام الشاطر, عصام درويش, عمر النمر, مها اسماعيل, محمد أسعد سموقان, ناظم حمدان, ناصر نعسان آغا, سمير صروي, غاندي خضر, ريم درغام, رامي اورفلي, أكسم طلاع. |
|