|
مجتمع كخطوة معنوية أولى للخروج من نفق معاناتهم المظلم ومحاولة لدمجهم في المجتمع المحلي وتأهيلهم من الناحية النفسية والاجتماعية إيماناً بإنسانيتهم وقدرتهم على العطاء والمشاركة الفعالة في تنمية المجتمع الذين هم جزء منه. من هذا المفهوم أقيم احتفال تكريمي للمعوقين في مجمع القرية الشامية كرسالة إنسانية تحمل معاني كبيرة وهي أنه بالتكافل والمحبة والعطاء نستطيع أن نزرع الفرح بقلوب أطفالنا الذين هم جزء منا ما يحتم علينا أن نضعهم ضمن دائرة اهتمامنا. ضرورة المشاركة بداية جال الأطفال المعوقون في أرجاء مجمع القرية الشامية والتي بدت في تصميمها على شكل حارات شعبية تمثلت بباب الحارة, ومكتب العكيد »أبو شهاب« ومحل أبو النار, وكان التوفيق باختيار تلك النماذج الشعبية واضحاً في ردود أفعال الأطفال المعوقين الذين تحفزوا للتعاطي مع تلك الفعاليات وكان صداها يبشر خيرا في مدى تفاعل المعوقين في الانخراط بالحياة الاجتماعية وخطوة فعالة للانتقال بهم من حالة التأقلم مع المجتمع إلى الاندماج فيه, ثم تابع الأطفال جولتهم إلى مدينة الملاهي التي كانت محط أنظارهم, متوجهين برفقة السيدة الوزيرة إلى ساحة الحفل حيث مائدة الإفطار الجماعية والتي افتتحتها الدكتورة ديالا الحاج عارف (وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل) بحديث صحفي قالت فيه: نحن نشعر بضرورة مشاركة هؤلاء الأطفال من أبنائنا ومن إخواتنا في هذه المناسبة الرمضانية التي نعني بها جميعاً كمجتمع سوري لنقول لهم- إننا معكم- وإننا في كل المناسبات هناك دور أساسي علينا القيام به تجاههم, وإن التشاركية معهم ليست تشاركية في تقديم الخدمات أو في تقديم بعض ما يمكن تقديمه من مزايا ولكنها تشاركية في الحياة بشكلها العام, من هذا المنطلق دعت الوزارة إلى حفل عشاء لنشعرهم بأنهم جزء منا ولأننا نشعر بأهمية التواجد معهم لنقول لهم إننا على استعداد لأن نشاركهم كل المناسبات. ولأن الأطفال هم جزء من مسؤولية الوزارة والحكومة السورية ليس في الرعاية والتأهيل فقط بل في التشاركية بما تحمل من أبعاد كثيرة, تضيف الدكتورة ديالا: نحن نتمنى أن نستطيع القيام بمثل هذه الفعاليات يومياً إلا أننا مقيدون ضمن إمكانيات معينة, ويمكن أن نعتبر أن هذا التكريم رسالة للمجتمع السوري تدعوه للمشاركة في هذه الفعاليات التي تعتبر إحدى مسؤولياته. وبالنسبة للخطة الوطنية للإعاقة فقد تحدثت السيدة الوزيرة عنها قائلة: الخطة الوطنية أرادت تجسيد فكرة أن المسؤولية جماعية وليست على عاتق جهة واحدة سواء أكانت هذه الجهة حكومية أو أهلية أو خاصة, بل الجميع يجب أن يتشارك في مسؤولياته تجاه هذه الشريحة في تحفيزها وتأهيلها, لأن تكون منتجة في عملية التنمية بدلا من أن تكون مستهلكة لها. من هنا نلاحظ أهمية هذه الخطة التي تهيئ المجالات وتبني كل الإمكانيات لمشاركة هؤلاء في التنمية في مختلف مضامينها ومساراتها ليكونوا فاعلين ومتواجدين في أرض الواقع كمواطنين عليهم واجبات ولهم حقوق. أما عن البرامج التنفيذية للخطة أضافت السيدة الوزيرة: بدأنا بمشروعاتها الأولية كجهات متعددة وهذه المشروعات تحتاج إلى تطوير وصقل أكثر وإلى وضعها ضمن أولويات أكثر ملاءمة. جمعت الفعالية أعداداً كبيرة من المعوقين ومعاهد الوزارة كلها, وعند لقاء بعض مديري معهد الحاضرين قالت السيدة عفاف محمد مديرة مهد الإعاقة الذهنية في التل: إن اهتمام الوزارة بالفعاليات ليس جديداً عليها, ولكن في الفترة الأخيرة بعد صدور القانون الخاص بالمعوقين صار لدينا اهتمام موضوعي وواقعي ومعتمد على القانون, وقد دشنت وافتتحت العديد من المعاهد. أما بالنسبة للإعانات للمعوقين فهي كثيرة جداً. قد يكون للتكريم علاقة مع المجلس المركزي لتأهيل المعوقين, ولكن دائماً هناك اهتمام من السيدة الأولى ومن الوزارة. وقد كان لجميع مديري المعاهد آراء إيجابية صبت في نجاح هذه البادرة أكدها تفاعل الأطفال وتجاوبهم مع فعاليات هذه الاحتفالية. |
|