تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الانهيار مستمر .. وترليون دولار للإنقاذ

دمشق
الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 21/9/2008
مرشد النايف

يبدو ان جورج بوش الرئيس الاميركي لن يخرج من البيت الابيض الا بزلزال مالي ستطول مفاعيله الرجعية اقتصادات العالم لسنوات طويلة مقبلة.

ففي عام 2001 دخل جورج بوش الابن البيت الابيض بوفر في الميزانية العامة, فيما يقدر الخبراء ان يخرج من فترته الرئاسية بعجز في الميزانية يصل الى 200 مليار دولار.‏‏

ويبدو ايضا ان ازمات العيار الثقيل التي يسجلها الاقتصاد الاميركي حاليا لن تنتهي بسقوط ليمان براذر او بانقاذ سيد صناعة التأمين (اي أي جي ) بل ستأتي على الانضباط المالي التي طالما تغنت به الولايات المتحدة لسنوات طويلة فالسيناتور الديمقراطي كريس دود, وبخبرة من قضى ثمانية وعشرين عاما في الكونغرس يعلن ان الولايات المتحدة باتت على بعد أيام من انهيار مالي شامل لنظامها المصرفي, وتكتسي تصريحات دود طابعاً جدياً لان الرجل يشغل منصب رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ.‏‏

وسبق توقعات دود عدد من توقعات خبراء الاقتصاد العالميين, كرئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي السابق( البنك المركزي) الان غرينسبان الذي حمل ادارة بوش جميع الهزات والزلازل الاقتصادية التي ضربت الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة, في كل الاحوال تبقى احتمالات الانهيار قائمة. بعض اولى العلم يذهبون باتجاه ان النظام العالمي لن يسمح لاكبر سوق في العالم بالانهيار, فبعدها اين سيصرف انتاج العالم- رغم الخطة التي اعلنتها الادارة الاميركية يوم أمس وبموجبها تنفست الاسواق الصعداء وانهت تعاملات أمس على مكاسب.‏‏

فقد اعلن هنري بولسون, وزير الخزانة الاميركي, وبن برنانكي, رئيس مجلس الاحتياط الفدرالي, عن مشاورات مكثفة مع الكونغرس لتمرير خطة شاملة تهدئ روع الاسواق وتوقف الاخطار التي تعصف بها, ووفقا لما نقلته رويترز فان الخطة, المتوقع اعلانها خلال ايام, تقضي بضخ بين 500- تريليون دولار وتأسيس صندوق متخصص يشتري الاصول التي تنطوي على اخطار من البنوك, وانشاء مؤسسة للتعامل مع الاصول المتعثرة.‏‏

وكانت لجنة الاوراق المالية والبورصات الاميركية اصدرت امراً استثنائيا اول امس الجمعة حظرت بموجبه عمليات البيع على المكشوف ل 799 سهما في القطاع المصرفي والمالي- والبيع على المكشوف يعني اقتراض اسهم وبيعها على امل تحقيق ارباح باعادة شرائها بسعر اقل- في محاولة منها لحماية المستثمرين والاسواق, وكما خففت بصفة مؤقتة القيود على اعادة شراء الاسهم, لتمنح الشركات مزيدا من المرونة لاعادة شراء اسهمها.‏‏

وحتى تعلن الخطة تبقى عيون الاسواق حذرة ومترقبة خشية ان يتحول الزكام الاميركي الى طاعون يطول بعدواه اقتصادات العالم في اربع جهات الارض, ويحتاج الى سنوات من عمليات التجميل لازالة تشوهاته.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية