تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«ديمقراطية» على الطريقة الليبية!!

الأربعاء 27-8-2014
أحمد عرابي بعاج

بعد ثلاث سنوات من العدوان على ليبيا بحجة جلب الديمقراطية من قبل الناتو وحلفائه ضربت ليبيا فيها من البحر والجو واستنفرت لها مرتزقة الارض وعهدت فيها واشنطن أمر ليبيا الى فرنسا وبريطانيا، فأين ليبيا اليوم مما حصل فيها!!؟

تدمير كبير لمقدرات هذا البلد النفطي الموحد الذي اصبح ممزقاً وأرضاً للصراع على السلطة قسمت اراضيه الى امارات تحت سيطرة التنظيمات الارهابية على اختلاف مسمياتها وتوجهاتها، فلا دولة ولا قانون ولا سيطرة لسلطة مدنية عليها.‏

لم يبق ممن كانوا يتحدثون عن الحرية المزعومة لليبيا من سياسييها السابقين سوى امراء حرب فقد باتت الغلبة للمجموعات المسلحة التي تقاسمت ليبيا وسرقت نفطها واهانت شعبها، فهل هذه هي الديمقراطية والحرية التي وعدت بها واشنطن وحلفاؤها الشعب الليبي في حملته للقضاء على الحكم السابق فيها!!‏

اين الامم المتحدة مما يحصل في ليبيا اليوم.. واين الجامعة العربية التي كانت من اوائل المتدخلين في الحرب عليها وشرعت التدخل الاجنبي فيها وعلقت عضوية ليبيا بفعل سطوة اصحاب الجلالة والسمو الذين سرقوا الجامعة العربية وصادروا قرارها لتنفيذ ما تطلبه منهم واشنطن واسرائيل، فهل فيما يحصل للشعب الليبي الشقيق مصلحة عربية!!‏

المشهد الليبي اليوم تسيطر عليه التنظيمات المسلحة في معظم الاراضي الليبية وغالبية تلك التنظيمات تأخذ طابعاً ارهابياً مرتبطاً بالقاعدة وداعش وتنظيمات ارهابية اخرى تتخذ لنفسها مسميات مختلفة تصب جميعها في اطار الارهاب الوهابي التكفيري، هذا المنتج السعودي الذي توزعه علينا مملكة الشر التي كشفت عن حقدها ونيتها في تمزيق الامة العربية.‏

لقد تمزقت الجغرافيا الليبية وسادت فيها حالة فلتان امني وسياسي وانهيار اقتصادي وصل بليبيا الى حدود ما يسمى بالدولة الفاشلة.‏

تلك هي محصلة التدخل العدواني لحلف الناتو والولايات المتحدة الاميركية والتي دمرت مقدرات الشعب الليبي بحجة حصوله على الديمقراطية والحرية التي جلبتها طائرات الناتو وعصاباتها الارهابية المدعومة غربياً وخليجياً.‏

ما هللت له فضائيات الشر الوهابية ومحطات التدخل القطري في ليبيا ومن معهم في الدفاع المزعوم عن الشعب الليبي بحجة حصوله على حريته وديمقراطيته صمتت عنه الآن أبواقها وانسحبت من تعهداتها المخملية ورفعت يدها وتركت ليبيا تجتر جراحها، فلم يعد يسمع في ليبيا سوى أصوات المدافع ومشاهد القتل والتدمير والصراع بين التنظيمات الإرهابية التي وجدت لنفهسا في ليبيا مرتعاً تعيث فيه فساداً وقتلاً وتدميراً يذهب ضحيته الشعب الليبي الشقيق.‏

ليبيا اليوم باتت منصة لتصدير الإرهاب وتهريب السلاح وتدريب الإرهابيين والدفع بهم الى سورية والعراق وارسال سفن السلاح للإرهابيين في سورية عبر البحر للموانئ غير الشرعية في لبنان حيث تجد من يستلمها ويسلمها للإرهابيين من فئات لبنانية ترتبط بالوهابية السعودية وتأتمر بأمرها.‏

فأصبحت تحت رحمة الإرهاب وطغاته يستبيحونها ويقتلون شعبها ويصدرون حقدهم وفكرهم الوهابي التكفيري الى دول المنطقة.‏

بات اليوم تقسيم ليبيا أمراً واقعاً في عهد تلك التنظيمات الإرهابية التي أنتجتها الحرب لتحريرها المزعوم فكان أن حررتها من مدنيتها.‏

أما العرب فهم يتفرجون على ما يجري في ليبيا من قتل وتدمير والغرب يسحب نفسه متسللاً بعد ان رفعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو أيديهم عن ليبيا وتركوه تحت سيطرة الإرهاب والإرهابيين.‏

تنظيم داعش الإرهابي المتمدد في جزء من أرض الشام والعراق وجد أيضاً لنفسه موطئ قدم في ليبيا وأصبح الآن يهدد مصر على حدودها مع ليبيا يتوعد المغرب العربي.‏

الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها يغلقون أعينهم على ما يحصل والوهابيون في مملكة الشر ودويلة الغاز تحولت اهتماماتهم الى العمل على تدمير دول عربية أخرى أولها سورية وثانيهما العراق بعد أن حيدت مصر عن القيام بدورها القومي وصودر قرار الجامعة العربية وأصبح رهينة خليجية.‏

فإلى متى يبقى الحال كذلك مع الإرهاب التكفيري الإرهابي الذي يعيث فساداً في دول عربية اكتوت بنار ربيعهم الهدام الذي بشرت به الولايات المتحدة الأمريكية؟؟.‏

ويبقى السؤال الكبير: لمصلحة من ما يجري في ليبيا وسورية والعراق ومن بعدها ما يحضر لمصر ودول عربية اخرى!!‏

هل اسرائيل بعيدة عما يحدث ام انها في عمق ما يحدث في دولنا لانها الرابح الاكبر حيث تدمير مقدرات العرب ليقبلوا في نهاية المطاف بما قبل به من اشترى عروشه بكرامة وطنه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية