|
معاً على الطريق القرار 2170 الصادر بإجماع مجلس الأمن الدولي قد يقود الناس إلى ترداد مقولة (أنْ تأتي متأخراً خيرٌ من ألاّ تأتي أبداً) في إشارة ربما إلى تراجع مثلث الشرور الذي تمثله أميركا - فرنسا - بريطانيا عن خطط العدوان على سيادة الدول وشعوبها، والعودة عن دعم التَّطرف والإرهاب الدولي العامل تحت رايته وبعنايته. يَعتملُ القرار الدولي المذكور في أحد جوانبه ما يدفع للاعتقاد بأن مثلث الشر الأميركي الأوروبي ومعه كل الملتحقين به قد وقع على صوابية رؤية الطرف الآخر، الأمر الذي يعني بالضرورة أنه وقع على حزمة أخطائه، وربما يقود القرار في جوانب أخرى للاعتقاد أيضاً بأن أصحاب الرؤية الخاطئة والمسار الكارثي - الأوروبيون والأميركيون - لا يريدون تصحيح المسار فقط؛ بل يريدون الذهاب إلى ما هو أبعد مدىً لجهة النظر إلى التطورات الإقليمية والدولية من زاوية أخرى مختلفة اختلافاً كلياً عن زوايا الرؤية التي أقاموا فيها وفي أخطائها حقبة طويلة من الزمن. هل يقف الأميركي والأوروبي على عتبة التَّحول في الوجهة والاتجاه، أم أنهما يناوران، أم أن حساباتهما الخاطئة دفعتهما لإجراء هو أشبه بما يقوم به العسكريون (إعادة انتشار للقوات) أو (إعادة تموضع مؤقت)، أم أن الأمر ينطوي فعلاً على اكتشاف أنهما يقعان في الأخطاء ذاتها ولا يتعلمان منها، أم أن الأخطار القائمة والمحدقة اقتضت منهما حركة سياسية باتجاه تبني القرار 2170 من دون أن تلزمهما - الحركة إياها - بآليات واضحة يُقدّمُ غموضها وغيابها لهما فرصة التملص من الواجبات والالتزامات فضلاً عن فرصة النكوص والانقلاب؟. التجارب والوقائع والمعطيات والمسلكيات تؤكد أنه لا يمكن الركون إلى أميركا والغرب ولا الوثوق بهما، وربما لذلك كله تتحدث سورية وروسيا اليوم عن الجدّية المطلوبة والإرادة الصادقة غير المتوافرة لدى الأطراف الغربية وحلفائها في الخليج وتركيا لمحاربة الإرهاب والتطرف داعشياً كان أم إخوانياً أم قاعدياً، وسواء أتى ذلك في مندرجات القرار 2170 أم في مندرجات سواه من قرارات سابقة تتحدث عن تفاصيل مهمة ينبغي الانطلاق منها أولاً إذا كانت النيات صادقة. لا يمكن القفز إلى النقاش حول أيهما أكثر جدوى في محاربة الإرهاب: الضربات الجوية أم الملاحقة على الأرض، في مقابل تجاهل الخطوات الأهم والأكثر جدوى والتي تتكامل مع فعل توجيه الضربات المتلاحقة للإرهابيين على الأرض ومن الجو. النقاش والفعل يجب أن يبدأا من تسمية الأشياء بأسمائها، ومن نقطة تجريم ومحاسبة المتورطين والداعمين والمصدّرين للإرهاب وفكره بأثر رجعي كي يكون النقاش موضوعياً والفعل مجدياً، فهل يمتلك الغرب وأميركا إرادة التخلي عن أدواتهما الخليجية الوهابية والسلجوقية الإخوانية والصهيونية العنصرية، وهل يمتلك الغرب وأميركا قدرة محاسبة هذه الأطراف الآثمة على فعل إنتاج الفكر المتطرف وتصديره، وفعل التحريض والتمويل والتسليح والاحتضان وفتح الحدود والمطارات لحثالات العالم وإرهابييه؟! أميركا والغرب على المحك وقد يكون من المفيد لهما استيعاب معنى: أن تأتي متأخراً....!! |
|