|
عربي ودولي فالاعلام العربي قبل نظيره الغربي قد ساهم في عملية الظلم تلك منذ اللحظة الاولى لقراءة التقرير وقبل ذلك في حملة بدأت ككرة الثلج تتدحرج بصورة لافتة. سورية حتما مستهدفة وليست فقط تحت الضغط. الفرق بين الموقعين , بالنسبة لبعض المحللين , قد لايبدو بالصورة اللازمة باعتبار ان المتغيرات لاتجعله فرقا بل فيرقا, وخاصة في هذا التوقيت بالذات. مقولة تحت الضغط تعني ان النتائج المترتبة على هذا التحليل ستكون في حدود ان هنالك امكانية لتوزيع الضغط او التعامل معه , هذا التحليل الذي يعتبر الامر لايتعدى الضغط اذا تم الاستمرار فيه او الركون اليه فقط سيترتب عليه الذهاب نحو رد فعل ليس بمستوى الفعل المقابل وهذا بحد ذاته غير مناسب. لم يعد هنالك شيء مخفي تماما, فلم تعد هنالك تكتيكات واسعة في العمل السياسي على المستوى الدولي , كما لم يعد مفهوم الحرب النفسية ووسائل الضغط ولعبة حافة الهاوية وعض الاصابع.. كافية وحدها لرؤية مايحدث اليوم في العالم وتجاه المنطقة , بل الاهم ان مفاهيم من نوع : ان المخفي غير الظاهر لم يعد كقراءة سياسية لهذا الوضع العالمي الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة لغة واضحة , و قد تجد ان ازماتها الداخلية (قضية ليبي) والخارجية (العراق) فرصة ليس للاحجام انما للهروب الى الامام , فالخطير انهم يريدون تبديل لغة السياسة , وبالتالي فالحسابات العقلانية لاتتفق مع اللاعقلانية التبشيرية. فالمسافة بين المخفي والظاهر تضاءلت الى ابعد الحدود اذ ان التصريحات علنية صحيح انها ليست دائما قابلة للتحقق ولكن بالتاكيد اصحابها سيحاولون ذلك. الوضع الذي وضعت فيه سورية يتلخص بكلمة :انها بين الضغط والاستهداف لكنها تدخل دائرة الاستهداف بخطا وئيدة. نعم لاتزال هنالك مساحة للعب السياسة لكن الخطوات الممتدة من استصدار القرار 1559 الى اغتيال الحريري الى قدوم ساترفيلد الى لبنان فعمليات استهداف المواطنين التي تخللها تقرير فيتزجيرالد الذي كان اشبه باتهام سياسي منه الى تقرير تقصي حقائق الى تقرير ميليس فجلسة مجلس الامن الخطيرة بمشروع القرار الاخطر .. كل هذا يقول ان المسافة بين الضغط والاستهداف باتت رقيقة جدا بثخانة تكاد لاترى , فبين المتفائلين السياسيين من يقول ان اليات الضغط هي التي تعمل ولايزال هنالك متسع من الوقت للسياسة , وبين المرتجين من يقول: المخطط يسير ولافائدة ثمة مسافة تعتمد بالدرجة الاولى على مايمكن اتخاذه من اجراءات على صعد سياسية عدة ومع ذلك فان كان التكتيك السياسي يقوم على قاعدة ان الزمن يقضم الوقت وهو تكتيك صحيح في فترات الانبساط السياسي فان الزمن يقضم الوقت في زمن الاستهداف السياسي . رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية |
|