|
فلسطين ( يفعلون بنا) ووطننا العربي جدير دوما بحصة المفعول به,بعد أن اهتزت عروبتنا دون أن نتشبث بها.. والسؤال الذي يذبح كالنصل في سويداء القلب, هل جاء تقرير ميليس الألماني بقضية اغتيال رفيق الحريري- المتلبس وسط غلالات كثيفة من الضباب- جزءا من حملة الضغوط الأميركية التي تتعرض لها سورية وتصعيدها.. لاعتبارها الجزء والعنصر الأكثر كراهية لأميركا.. لكونها حليفة إيران وبسبب رفضها الرضوخ لإدارة الاحتلال الأميركي في العراق,والإسرائيلي بفلسطين وغيرها.. ومن عمق هذا الإرث الأميركي الكريه لسورية هل يمكننا الوصول إلى استنتاجات واضحة حول وضعية سورية في سويداء القلب الأميركي الذي يوفر لها في بيئته الملوثة مناخ الحياة لجرثومة الاستعمار? وما سر فرحة إسرائيل بهذا التقرير التي فاقت فرحة أعيادها السبع هذا الشهر?ليقوم ميليس بشكرها, والثني عليها لدورها في التحقيق. أسئلة.. أسئلة.. والأسئلة تطول لقد غابت المسألة المركزية عن وارد القلم الألماني ميليس الذي كان منتظرا منه أن يكشف تقريره صاحب المستوى والحجم عن حقيقة مرتكبي جريمة اغتيال رفيق الحريري وليس عن حقيقة استجواب الذين تم ذكرهم داخل التقرير, والمعروفين بعدائهم لسورية ولمواقفها, واستتباعا للنقطة السابقة أن يعتمد التقرير على النزاهة والدقة والموضوعية وليس على لغة السؤال,والقيل, والاقتراحات, وأقوال الشهود المتعارضة ومن الشاهد X ? وكيف لتقرير دولي صاحب مستوى وحجم تنتهي نتائجه بعبارة ( ربما) فهل يستبعد الفكر العربي أن وراء هذا التحقيق أيادي تنفق.. وأدمغة تفكر وعقولا تخطط وتدبر وتسيس!! بوصف هواة الدس والتحريف. أميركا التي ترى وراء هذا نصرا سياسيا وإيديولوجيا وحتى عسكريا من جهة وكبحا وإبادة لقوة سورية المرتكزة عليها لفرض حصارها ومن ثم تجويعها من جهة أخرى. نرفض الاعتراف بأن هذا التقرير بلا أي أساس أو التزام أو فهم..وبما أننا لم نصل إلى الحقيقة بعد, فمن واجبنا أن نسعى وراءها عبر التذكير بأن اليد التي استخدمت في اغتيال الحريري, هي يد عميلة وأداة في خدمة القوى ذات المصلحة وكل المصلحة في اضطهاد سورية, وهذا لاينفي النوايا الباترة للعائلة الدولية التي لم تنحصر مهمتها في الاشراف على التقرير بل أيضا في صنعه وتسييسه ليأخذ علامة الامتياز سياسيا لتباشر بعد إعلانه بالحملة: بوش اليوم أصدر قرارا في غاية الأهمية.. وعلى المجتمع الدولي اتخاذ القرارات اللازمة بأسرع وقت كونداليزارايس: مقلق جدا وإني أدعو للمحاسبة, وكل الخيارات مطروحة. وزير الخارجية البريطاني ( جاك سترو): مجلس الأمن سينظر في فرض عقوبات دولية على سورية. المشكلة في رأيي, بل الجريمة أن يلهث الرأي الدولي الآن بالنطق بتقرير ميليس الخالي من أي دليل أو قرينة من القانون والذي انتظرته الشعوب شهورا- على أحر من الجمر- ليتعرفوا على جناة اغتيال الحريري والذي أعرب وعبر عن الفرحة العارمة لإسرائيل وأميركا- العنكبوت الذي ظن أنه يلف سورية الآن- وبالمقابل نرى مجلة ألمانية تعبر عن استيائها من هذا التقرير معبرة عن استقامة ميليس المعهودة دوما ولكن!! ليس بهذا التقرير. إن الذي يساعد التقرير في الوصول إلى الحقيقة والخروج من الظل إلى الشمس هي دقة المعلومات وحسمها وجزمها وتأكيدها وليس العكس (افتراض) وربما تناقضات وتلاعب في الحقائق, وبعض الرموز وكأننا نعيش ونعايش مسرحية إزاء هذا التقرير والسؤال الذي على أطراف الألسن الآن.. اتهام سورية سيوفر للدبلوماسية الأميركية مجالا حيويا ما حلمت به فكيف ستستطيع سورية مواجهة هذا المنعطف التاريخي الملغوم? وهل سيستجيب العالم العربي لضغوطات أميركا..? لا بد من تقرير لسيناريو خطير سوف نشهد روايته عند تطبيقه.. فهل ستظل أميركا تمطر نواياها في الأراضي العربية بمطر الموت!! أم لا بد من طفرة في العالم العربي لمتطلبات الحاجة الملحة لذلك. وسوف تظل الحقيقة صوتا نحيلا مبحوحا في عالم نصفه الأعلى من الأذكياء.. ونصفه الأدنى من الأغبياء. |
|