|
مجتمع وللاستزادة عن هذا الموضوع وآداب دفع الزكاة للفقير التقينا الدكتور أسامة الحموي مدرس الفقه الإسلامي في كلية الشريعة بجامعة دمشق حيث قال:رمضان شهر المواساة هكذا سماه رسول الله عندما سئل عن أفضل الصدقة فقال: } في رمضان{ . فأيام رمضان هي أيام الجبر والمواساة, فالصائم عندما يحس بالجوع والعطش ينمو عنده الحس بالغير والشعور بالفقراء والمحتاجين, وهذا يشكل دافعاً للتحرك نحوهم بإخراج زكاة المال والجود بالصدقات. إذن فمدرسة رمضان يتعلم فيها الصائم التعاطف والتراحم فيما بينه وبين الفقراء والمحتاجين وقد ورد في الأثر: ما عبد الله أحب إليه من جبر الخواطر. وقد بين رسول الله هذا المعنى جلياً واضحاً فقال: } الصوم جُنة, والصدقة برهان, وقيام العبد في جوف الليل يطفىء كل خطيئة{. فالصوم جنة أي وقاية من المعاصي, فيؤدي إلى الوقاية من النار. والصدقة برهان أي تبرهن على صدق محبة العبد لربه عندما يتغلب حب الله تعالى في قلبه على محبته للمال إذا بذله للفقراء, والصدقة اشتقت في اللغة من الصدق لأنها تدل على المعنى السابق. ولأن الثواب في رمضان مضاعف والأجر كبير والناس فيه يقبلون على العيد, استحب العلماء إخراج زكاة المال في رمضان ,والزكاة فريضة محكمة وركن عظيم من أركان الإسلام, وهي عبادة مالية فيها صلاح المجتمع بتطهيره من الفقر. والزكاة في اللغة لها معان كثيرة منها: الزيادة والنماء, يقال زكا الزرع إذا نما وازداد, وفي هذا المعنى يقول الله تعالى: } يمحق الله الربا ويربي الصدقات{ أي يزيدها وينميها لصاحبها, وتأتي الزكاة بمعنى الطهارة, وفي ذلك يقول الله تعالى:} خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها{. وتأتي الزكاة بمعنى البركة وبمعنى المدح وفي ذلك يقول الله تعالى:}لاتزكوا أنفسكم ..الله أعلم بمن أتقى{ وتأتي الزكاة بمعنى الثناء الجميل: يُقال زكىّ الشاهد إذا أثنى عليه. وأما معنى الزكاة في الشرع: فيشمل تلك المعاني التي وردت في اللغة جميعها. لأن الزكاة نماء للمال, وفي ذلك يقول رسول الله : } ما تصدق أحد بصدقة من طيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربوا في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه{. والزكاة طهارة لأنها تطهر صاحبها من صفه البخل, كما تطهر المال من حق الفقير, وبالزكاة تُبارك في المال ويحفظ المال من الهلاك. ولذلك قال رسول الله : }حصنوا أموالكم بالزكاة وداوو مرضاكم بالصدقة) وبدفع الزكاة يكون الدافع لها موضع مدح وثناء من الله سبحانه حيث يقول: ( والذين هم للزكاة فاعلون{. ولأجل ذلك أمر ربنا سبحانه في القرآن كثيراً بإخراج الزكاة والإنفاق في سبيل الله ووجوه الخير, فقال سبحانه:} الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون{, } الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون{. ولقد وعد الله سبحانه المنفق السخي بحسن العوض في الدنيا وبعظيم الأجر في الآخرة فقال} فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير{. ووعد الله سبحانه البخيل بالتلف في الدنيا وسوء العاقبة في الآخرة فقال سبحانه:} ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة{. وقال رسول الله :}ما من عبد يُصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له أدخل بسلام{. وقال أيضاً: }ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وملكان ينزلان إلى الأرض فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً{. وقال أيضاً:} إن العبد ليتصدق بالكسرة فتربوا عند الله عز وجل حتى تكون مثل أُحد{. وعن الدور الإجتماعي للزكاةأضاف د. أسامة الحموي قائلاً:وحتى تؤدي الزكاة دورها الاجتماعي المطلوب أدبنا ربنا سبحانه وتعالى في القرآن عند دفع الزكاة للفقير بآداب أربعة وأكدها رسول الله -ص- وهذه الآداب هي: أولاً: الإسرار عند إخراج الزكاة أو الصدقة, فربنا سبحانه وتعالى يقول:} إن تبدوا الصدقات فنعماً هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم{. ويقول رسول الله : } صدقة السر تُطفىء غضب الرب وتقي ميتة السوء{. والأمر الثاني: أن تحذر من المن فلا ترى لنفسك فضلاً على الفقير فتطلب منه أن يُثني عليك أو أن يشكرك. يقول الله تعالى:}ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس{. ويقول سبحانه أيضاً:}قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى{. والأمر الثالث: أن تُخرج زكاة مالك وأن تتصدق من أطيب أموالك. قال تعالى:} لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون{. والأمر الرابع: أن تعطي مالك للفقير بوجه طلق جبراً لقلبه. يقول الرسول :}لا يُفارقنكم المصدّق إلا عن رضا{ . |
|