تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نصر الله : متمسكون بالعلاقة الاستراتيجية مع سورية ومقتضى الوفاء الوقوف إلى جانبها

دمشق - بيروت
الثورة
الصفحة الاولى
الأحد 30/10/2005م
علي نصر الله

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن لبنان وسورية يواجهان مأزقاً كبيراً وخطيراً وتحدياً مصيرياً نتيجة التطورات الخطيرة الأخيرة

مشيراً الى انه هناك من يريد أن يدفع الأمور الى الأسوأ والأسوأ, مضيفاً أن سورية تعاقب اليوم لانها وقفت الى جانب لبنان والى جانب مقاومة لبنان ولأنها رفضت الصلح المنفرد ولانها وقفت الى جانب الفلسطينيين وانه لمن مقتضى الوفاء ان نقف الى جانبها وألا نتركها طعمة لكيد الأميركان والصهاينة.‏‏‏

وقال السيد نصر الله في كلمة ألقاها في الاحتفال الكبير الذي أقامه الحزب في بيروت بمناسبة يوم القدس العالمي: ان المجتمع الدولي لايريد مصلحة الفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا العرب, ولاهذه المنطقة, ان المجتمع الدولي يبذل كل جهده ليحقق مصالح أميركا واسرائيل فقط, وانه يدفع بالفلسطينيين الى التقاتل والتصارع من أجل أن تأمن اسرائيل وترتاح.‏‏‏

وأضاف نصر الله: ان المجتمع الدولي يبارك عدوان اسرائيل وهمجيتها وقتلها وتشريدها للناس أو بالحد الادنى يسكت, لكنه يسارع الى ادانة الفلسطيني الذي يدافع عن شعبه ويتهمه بالارهاب, مشيراً الى انه كما في فلسطين تستهدف قوة المقاومة في لبنان أيضاً تستهدف المقاومة أكانت لبنانية أم فلسطينية, ولكن هذه المرة بواسطة المجتمع الدولي أيضاً بعدما عجزت اسرائيل عن الحاق الهزيمة بها لافتاً الى استصدار مجلس الأمن الدولي القرار .1559‏‏‏

وقال نصر الله: ان مجلس الأمن عين متابعاً وناظراً ومسؤولاً للقرار 1559 هو السيد تيري رود لارسن وطلب منه أن يقدم تقريراً مفصلاً عن متابعته لتنفيذ القرار كل ستة أشهر, وقد أتحفنا هذه الأيام بتقريره نصف السنوي.‏‏‏

وفي قراءة للتقرير ابدى السيد نصر الله ملاحظات عديدة عليه أبرزها اشارته الى ورود تقرير لارسن في الصحافة الاسرائيلية قبل الصحافة الاخرى وقبل وصوله الى الامين العام للأمم المتحدة وقبل تسليمه رسمياً الى مجلس الأمن الدولي.‏‏‏

وتساءل السيد نصر الله باستغراب شديد: لماذا يعين مجلس الأمن ناظراً ومتابعاً ومسؤولاًللقرار 1559 ويطلب منه تقارير نصف سنوية لمتابعة تنفيذه ولايتخذ مثل هذا الاجراء لمتابعة جميع القرارات الدولية المتعلقة باسرائيل, بل ولايسأل عنها منذ عشرات السنين??.‏‏‏

ويجيب السيد نصر الله: إن المطلوب في مجلس الأمن أن تحمى اسرائيل وأن تكون اسرائيل قوية, أما لبنان وأما سورية والعرب فعليهم دائماً أن يدفعوا الأثمان تحت السيوف التي يسلطها عليهم المجتمع الدولي حامي اسرائيل!!.‏‏‏

وأكد السيد نصر الله انه من الواضح ان تفاصيل تقرير لارسن تؤكد ممارسة الوصاية على لبنان في حديثه عن الانتخابات النيابية وعن العلاقة مع سورية وعن مشاركة حزب الله في الحكومة وعن الاصلاح... وعن ثقافة اللبنانيين و.. و ..وأشار الى أن أخطر ماجاء في التقرير هو التحريض وبث سموم الفتنة بين اللبنانيين من جهة والفلسطينيين, وبين اللبنانيين والسوريين.. وبين اللبنانيين أنفسهم, وبين المقاومة والحكومة.‏‏‏

ولفت الى الانحياز الى جانب اسرائيل وتجاهل ممارساتها العدوانية, بل ويذكر حجتها عندما تقوم بهذه الممارسات وهي الحفاظ على الأمن وفي المقابل لايذكر حجة المقاومة عندما ينتقدها ليصل بعد ذلك الى القول بأن المقاومة اللبنانية في مزارع شبعا هي غير شرعية.‏‏‏

ورد السيد نصر الله على ذلك بالقول: نحن في المقاومة كما أعلنا عشية الاندحار الاسرائيلي من لبنان أن كل أرض تعتبرها الدولة اللبنانية لبنانية, فنحن ملتزمون بتحريرها بدمائنا وبنادقنا وتضحياتنا وأعناقنا, لم ننتظر شرعية من لارسن, ولن ننتظر شرعية من لارسن أو غيره.‏‏‏

وتساءل نصر الله اذا كان ذلك كله يمثل الخطوة الأولى للسيد لارسن فما الخطوة الثانية له عندما يحرض على ترسيم الحدود مع سورية ويصر على ذلك رغم الأجواء المتوترة بين لبنان وسورية, ولماذا يمتدح نشر القوات اللبنانية على الحدود مع سورية ومحاصرة المواقع الفلسطينية خارج المخيمات, ألا يعني ذلك أن الغاية القصوى للارسن وأسياده هو نزع سلاح المقاومة والفلسطينيين في لبنان?!.‏‏‏

وفيما يتعلق بتقرير ميليس قال السيد نصر الله: علينا ألا نسمح بأي توظيف سياسي لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو للتحقيق مؤكداً أن التسييس يضيع الحقيقة بينما العمل الجدي التحقيقي الفني يوصل اليها, وأشار الى ان الاعلام الاسرائيلي أيضاً تحدث عن مضمون تقرير ميليس قبل وصوله الى الامم المتحدة ومجلس الأمن والحكومة اللبنانية وتساءل كيف يمكن أن يحدث ذلك?!.‏‏‏

وأكد السيد نصر الله عدم القبول بالاقتصاص السياسي من أحد طالما لم ينته التحقيق ولم يجر تقديم أدلة ثابتة على أحد لافتا الى التوظيف السياسي الاميركي والاسرائيلي وغيرهما لتقرير ميليس مشيراً الى قول الادارة الاميركية ان التقرير أثبت تورط سورية وعلى مجلس الأمن أن يسارع الى محاسبتها وفرض العقوبات عليها.‏‏‏

وقال: لقد أنهى الأميركيون التحقيق ولم يعد هناك من داع الى 15 كانون الأول ولا الى أي شيء آخر فقد انتهى التحقيق عند الأميركين ووجهوا الاتهام وجلسوا في موقع الادعاء والقضاء وحكموا على سورية وكل الموقوفين رغم أن التقرير ذاته يقول ان جميع الاشخاص بمن فيهم أولئك الذين اتهموا بجرائم يجب أن يعتبروا أبرياء الى ان تثبت ادانتهم في محاكمة عادلة.‏‏‏

وخلص الى القول: اننا في لبنان نرفض هذا التحريض الدولي والأميركي في شكل خاص للبنانيين على معاداة سورية, ونرفض أن يذهب لبنان الى مواجهة سورية ومحاربتها واعتبارها عدوة للبنان فيما يتحدث الصهاينة عن البركة النازلةعليهم هذه الأيام ويتوقعون تغيرات في لبنان تدخله في العصر الإسرائيلي.‏‏‏

كما أكد استمرار العلاقة الاستراتيجية مع سورية ووجه الدعوة الى جامعة الدول العربية الى التدخل سريعاً والى تقديم مبادرة عربية جدية لمعالجة المشاكل العالقة لمنع التوظيف الأميركي والاسرائيلي الذي لن تكون نتيجته سوى اشاعة الفوضى والخراب والدمار والتنازع والفتنة والتقسيم في المنطقة لتحقيق مصالح اسرائيل.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية