تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف يحصل «داعش» على الملايين يومياً؟!

عن الاندبندنت
متابعات سياسية
الأحد 1-2-2015
ترجمة : غادة سلامة

على الخط الحدودي بين تركيا وسورية هناك جانبان متناقضان . ففي الوقت الذي يبدو فيه الجزء الجنوبي من حدود تركيا هادئا . تمضي الحياة على الطرف الأخر أي الجزء الشمالي من حدود سوريا

وهي تعتبر داخل الاراضي السورية على النقيض تماما قتال لا يتوقف تسعى بواسطته جماعة داعش الارهابية الى فرض سطوتها على اكبر ما يمكن من القرى وضمها الى دولة خلافتها المزعومة التي ترغب في تأسيسها وتمددها . هذا وتقوم جماعة داعش في قرى عديدة تسيطر عليها بتوصيل جزء من الاموال التي تحتاجها لتأسيس جيش للإبقاء على اماراتها المزعومة ولتأسيس دولتها الحلم وذلك بالعمل على تمددها ضمن قرى اخرى تحوي منابع نفط وفيها أي من تلك القرى او المناطق تجري داعش اكبر عمليات تهريب للنفط تشمل ملايين البراميل حيث يتم استخراج النفط من الابار ويتم تصفيته في منشآت تكرير خاصة استولى عليها مسلحو داعش شمال العراق وسورية و حتى وقت قريب كان أسهل ما يكون ادخال النفط الى تركيا عبر الحدود لاسيما مع ثمنه الزهيد وارتفاعه الكبير في الجزء الأخر من الحدود الأمر الذي جعل شهية الاتراك مفتوحة على شراء هذه السلعة بأرخص ثمن ففي مقاطعة اسكندرون التي لايكون سعر غالون النفط اكثر من 75 دولار بينما داعش تبيعه للأتراك باقل من ذلك بنسبة النصف الامر الذي جعل الاتراك مستعدين لتجنيد اولادهم مع داعش فداء للنفط الذي تقدمه على طبق من ذهب فداعش تسرق النفط من العراق وسورية ولا يهمها بكم تبيعه للأتراك ولا غيرهم وطبعا المستفيد الاول هم الاتراك بالدرجة الاولى الذين يفيدهم ويروق لهم ما يحدث في سورية الأن من قتال ومن تمدد لداعش لكن الفظائع التي ترتكبها داعش من قطع للرؤوس وغيرها من انتهاكات حقوق الانسان لا احد ينتبه اليها ويعيرها أي اهتمام سوى الجانب الاعلامي والكلام فقط علما ان داعش يثبت عبر العديد من الصور الحية التي يبثها عن طريق الانترنت كيفية معاملة الرهائن لديه وكيفية قطع الرؤوس ضارباً بعرض الحائط كل القيم الانسانية مستهتراً بالمجتمع الدولي الذي لا يوجد لديه سوى الكلام والادانات الخلبية رغم رسائل التخدير التي ترسلها داعش الى المجتمع الدولي من انها قد تطال اراضي دول كبرى كفرنسا وغيرها وهذا ما حصل بالفعل ولكن لا حياة لمن تنادي فضربات التحالف الهزيلة على مواقع داعش لم تؤثر بها بل هي ساعدتها في بعض الاحيان واعطتها فرصة كبيرة للتمدد وارتكاب مختلف الجرائم للحصول على التمويل اللازم لها رغم تدمير طيران التحالف كما يدعي لعدة منشآت نفطية تسيطر عليها جماعة داعش وذلك بهدف التأثير على مواردها المالية لكن التهريب عبر الحدود هو ليس سوى مورد واحد من ضمن عدة موارد تعتمد عليها داعش للحصول على الاموال وتعترف وزارة الخزانة الامريكية بانها لا تملك ارقاما محدودة ودقيقة لثروة داعش الحقيقية ولكنها تعتقد ان هذه المجموعة الارهابية تحصل على عدة ملايين من الدولارات يوميا .‏

مسؤول في وزارة الخزانة الامريكية قال : علينا ان لا ننسى انفاقهم ويقصد داعش على الاسلحة والمرئيات وعندما يتعلق الامر بحجم مايحصلون عليه فأن الترجيحات واسعة ولكنني اعتقد والكلام لمسؤول الخزانة الامريكية انهم يحصلون على مليون دولار يوميا اما ماثيو ليفيت مدير برنامج سين لمكافحة الارهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط قال ان داعش هي اقدم تنظيم ممول رأيناه حتى الأن وزيادة على أمواله يأتي تهريب النفط وان داعش يحصل على هبات من انصار اثرياء له في دول عديدة من تركيا وقطر والسعودية‏

لكن ليفيت نبه ايضا الى ان لداعش اساليب اخرى ايضا للحصول على الأموال ابرزها الجريمة المنظمة داخل الاراضي السورية التي تسيطر عليها لا سيما انها نشأت ضمن اوساط العصابات التي ظهرت في العراق أي ان جذورها تعود الى مؤسسات اجرامية وارهابية بعينها ويضيف المسؤول الامريكي بقوله انه لاينبغي علينا ان نشعر بالمفاجأة لأن داعش هي ماكان يسمى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وتنظيم القاعدة في العراق سابقا وشبكة التوحيد وشبكة الزرقاوي كلهم الشيء نفسه و وجوه لعملة واحدة تدعى داعش وان جميعها كان يتمول ذاتيا بواسطة النشاط الارهابي داخل حدود العراق وان داعش ينشط باعتباره منظمة مبنية على الجريمة وهذا ينطوي على انه يمكنه طلب المال من أي شخص يوجد في المنطقة التي يسيطر عليها فعليه ان يدفع الضرائب وعلى كل شاحنة تستخدم جسرا او طريقا سريعا توجد في منطقة يسيطر عليها مسلحو داعش ان تدفع وبسخاء لقاء عبورها الطريق المسيطر عليه وتنشر التقارير الى ان السكان القاطنين في تلك المناطق يدفعون عمليا على كل شيء وقال أن هناك تقارير تشير الى ان كل من يرغب من سكان الموصل سحب امواله من البنك مطالب بان يتبرع بشيء من ذلك المبلغ للتنظيم لذلك تأتي سيطرة التنظيم على اراضي غنية لاستثمارها في جني الأرباح والضرائب ما هو الا تقليد مغرق في القدم والذي يلخص مفهوم الغزو وفرض السيطرة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية