|
أخبار يتفتح الوطن، ويزهو، وتنتظم تطلعات الشعب في مشروع لا يتخطى الإطار الصحيح للوطن وتطلعاته، وضروراته، وسيادته، ووحدة أراضيه، وأهدافه، متحركاً في سياق مشروع يفضي إلى ازدهار الوطن. ومن الخطأ أن يحاول طرف إقصاء الآخر أو إلغاءه أو وقف الحوار الوطني بينهما، على ساحة الوطن.. وليس خارجه.. فالوطن بالمعارضة والموالاة، تتفتح فيه الديمقراطية، وتتألق وتتسع مساحات الحرية، والعطاء الوطني، والمشاركة في البناء والعطاء.. وينحسر الفساد، والأنانية، والفردية، ولكن السؤال الأول الذي يطرحه الواقع الراهن..هل يمكننا أن نطلق على هؤلاء الذين يقيمون في فنادق النجوم الخمسة بعواصم الغرب، والعواصم العربية والإقليمية، وبرعاية استخباراتية معادية، صفة المعارضة؟! وهل المعارضة في أن تشتم الوطن في فضائيات جُهزّت خصيصاً لشن حرب إعلامية على سورية بمواقفها وقياداتها وتاريخها، وتضامنها الثقافي والاجتماعي..؟! وهل دعوة الدول التي تتآمر تاريخياً على سورية وتذبح أبناءه لضرب سورية وتدمير دمشق واحتلالها، هي معارضة؟..وهل الذهاب إلى إسرائيل، والتحالف معها على سورية هو المعارضة؟! والسؤال الآخر المهم: هل المعارضة هي من تحمل السلاح لقتل الوطن وأبنائه وتدمير بنيانه، وتجويع الشعب وتدمير مصادر حياته من ماء ونفط وكهرباء وطرقات ومدارس وجامعات..؟! في مصلحة مَنْ تدمير القدرة العسكرية المخصصة للدفاع عن الوطن في وجه أي عدوان خارجي، وبخاصة العدو الصهيوني الذي يستهدف وجودنا التاريخي والحضاري وأرضنا ومستقبلنا..؟!! ما الذي يمكننا أن نطلق من أسماء على هؤلاء الذين يجنّدهم المعادون لتدمير الوطن ؟! إن الوطن بتاريخه وثقافته وقوانينه ودستوره يسمي من يرتكب بحق الوطن خيانات.. مهما سوّق لها المعادون في إعلامهم من تسميات ومصطلحات.. «خائناً».. من يحمل أجندات الآخرين ليفرضها على حوارات خارج الوطن هو خائن. المعارضة الحقيقية تناضل من داخل الوطن.. ومن أجل الوطن أينما كانت.. فالوطن هو الإطار الناظم لكل عمل وطني.. سواء أكان هذا العمل من إنجاز المعارضة أو الموالاة..عندما يصيب الوطن جرح، تسارع المعارضة لتضمد هذا الجرح.. كما تسارع الموالاة.. لأنه الوطن، الأم الحاضن للجميع، وفي عزّته.. عزّة الجميع وكرامتهم، ووجودهم. الوطني الحقيقي سواء من كان معارضاً أو موالاة، يحمل السلاح.. إذا ما ألمّ بالوطن خطب، وليس بدعوة الآخرين للإجهاز على الوطن.. إن الهوية الوطنية في المعارضة الصادقة والموالاة الصادقة.. تتشابه والفروق بينهما هي في تلك اللهفة العاشقة للوطن، والتي تحدد العلاقة النقية بالناس وبالوطن.. وتضيء الهوية الوطنية، بوصفها كينونة الوطن، وصيرورته التاريخية، الوطن لايتغير..والعلاقة بالوطن لاتتغير في ثوابتها، وأي تغيير في تلك العلاقة، هو انحراف خطير يأخذ صاحبه بحسب نوع التغيير إلى الخطأ.. وبتعبير أدق إلى الخيانة العظمى، كما نقرأ اليوم في مواقف كثيرين كيف ينفثون السموم على الوطن وهم جحور من يدير الحرب العدوانية على سورية. هؤلاء الذين يذهبون إلى الكيان الصهيوني بطلب شن حرب على سورية..وهؤلاء الذين يدمرون القوة العسكرية الصاروخية في مصلحة إسرائيل.. وهؤلاء الذين تديرهم أمريكا والغرب وتركيا ودول النفط العاهرة.. ليسوا معارضة.. هم خونة، وجنود في جيوش العدوان على الوطن السوري، والشعب السوري، فهم بسلوكهم وأعمالهم وخياناتهم يعملون على تفكيك الوطن وتدميره، لفعل ما لم يستطع أي عدوان خارجي فعله.. وفق مخطط ممنهج، ومرسوم لهم. إن الشعب السوري بات يعرف جيداً.. من هي تلك القوى المجرمة التي تسمي نفسها معارضة.. فكل طلاء قد كشف..ووكل قناع قد سقط.. ووضح للسوريين..أن هؤلاء ليسوا أكثر من أدوات مجرمة يحركها الصهاينة والغرب، وأنظمة الشر والخيانة الوهابية والإخوانية. |
|