|
هآرتس أنت متآمر, خائن, وقح وخارق للاتفاقات التي بيننا(, وبعد هذه الأوصاف التي نعت بها أولمرت باراك, من الصعب أن نتخيل كيف يمكن لرجلين أن يديرا معاً الشؤون الأمنية لإسرائيل. هذا الانفجار من جانب أولمرت جاء بعد مواجهة تمهيدية بين باراك والنائب الأول لرئيس الوزراء حاييم رامون, وقد ادعى باراك أن مشروع القانون الذي أثير للنقاش في تلك الجلسة وهو يقضي بتعديل القانون الأساسي للقضاء بما يتعارض مع الاتفاق الائتلافي بين كاديما وحزب العمل, الذي يفترض موافقة كل أعضاء الائتلاف لتغيير قانون أساسي, وهذا الموقف كان كافياً بالنسبة لرامون لكي ينفلت على باراك وحزبه. واعتبر رامون أنه لايوجد شيء )سخيف ومضحك ووقح مثل وقاحة حزب العمل الذي خرق القاعدة الأولى والأساسية للاتفاق الائتلافي, عندما نحي رئيس وزراء واعتزم التصويت في الكنيست ضد الائتلاف ورغم ذلك بقي في الحكومة( ويضيف:) حزب العمل لايتوانى عن الحديث حول احترام الاتفاقات, وبهذا يضرب رقماً قياسياً في النفاق والمعايير المزدوجة بدوره رد باراك وهاجم رامون قائلاً: امعاييرك معروفة للجميع , ملمحاً إلى إدانته بالمخالفة الجنسية, ورغم ذلك فإن رامون لم يتراجع, ورد بالقول: أما معاييرك أنت فقد رأيناها مؤخراً وقبل بضع سنوات أيضاً مشيراً إلى القضية الأخيرة لفتح شركة تاورس من زوجة باراك, نيلي برئيل وقضية الجمعيات في انتخابات 1999. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تفوهات عديدة حادة من جانب أولمرت ضد باراك في أحاديث مغلقة معتبراً أن باراك )غرس سكيناً( في ظهره, رغم الثقة التي سادت بينهما عندما انضم باراك إلى الحكومة في حزيران 2007. وقد بدأ أولمرت هجومه بالقول: )لايوجد اتفاق, أنت وحزبك خرقتماه على طول الطريق, إنني مذهول من أنك أنت أإهود باراك تأتي لتتحدث اليوم عن خرق الاتفاقات, وأنا في هذه اللحظة لا أتتحدث عن أمور شخصية, لأنني إن فعلت فعندها يترتب عليّ أن أتحدث عن وقاحة من نوع آخر, ولكني أترفع عن هذا التحدث(. وكان أولمرت أفشى لبعض مقربيه مؤخراً أنه لايفهم كيف أن باراك, الذي وثق به وأقام معه علاقات صداقة بل وتمنى له الفوز في رئاسة العمل, يعمل ضده بهذا الشكل. وبعد ذلك هاجم أولمرت باراك على سلوكه بشأن التهدئة في غزة وغضب على نحو خاص مما قاله باراك للصحفي في )هآرتس( يوئيل ماركوس في حزيران الماضي. قال أولمرت: اردت التوجه إلى حسم أمني دون بحث في المجلس الوزاري وفي الحكومة, وبعد ذلك كانت لديك الوقاحة للتوجه إلى الصحيفة والقول إن التهدئة كان يمكن أن تأتي قبل ثلاثة أسابيع, ولكن رئيس الوزراء منع البحث في المجلس الوزاري, لكن الحقيقة هي أنت الذي حاول منع البحث في الحكومة وليس أنا, وكل هذا النقاش مسجل وموثق والآن تحاول المزاودة أخلاقياً وتنكث الاتفاقات( ويضيف أولمرت: لو كانت هذا الحديث جرى بشكل ثنائي بيني وبينك لبقي الأمر بيننا لأني لا أسرب مثل هذه الأحاديث(. وفي المرحلة التالية من هجومه, اتهم أولمرت باراك بالتسريب, حيث دأب أولمرت في أحاديث مغلقة على القول إن باراك يصرخ للصحفيين بأشياء ضده بالنسبة للتهدئة وللمفاوضات السياسية وللهجوم الجوي على سورية, وفي تلك الجلسة قال أولمرت لباراك :) أنت سربت وتآمرت علي وهذا يتضمن تسريبات في شؤون حساسة للغاية, ولكني امتنع عن الغوص في التفاصيل . وبعد أن أنهى أولمرت أقواله تفوه باراك بعبارة واحدة: ) احتراماً لهذه الجلسة لن أرد(, ولكن أولمرت لم يتوقف: )أنت تعرف أنني أقدر عملك وأنت تعتبر في نظري أحد الأشخاص الشجعان, ولكنك دائماً لم تكن تضع لنفسك حدوداً . ومن مكتب باراك جاء رد رسمي مفاده أنه لاينبغي محاسبة أي شخص على كلام يتفوه به في لحظة حزن, وفي اجتماع سياسي في حيفا قال باراك إنه يعرف أن رئيس الوزراء يمر حالياً بمرحلة عصيبة, وماكنت أود أن أثقل عليه في هذا اليوم, ويضيف المقربون من باراك أن حزب العمل لايود الدخول في جدل مع أولمرت وخاصة أن الرجل على وشك أن يغادر المسرح السياسي ولم يعد يشكل تهديداً سياسياً لأحد. |
|