|
شؤون ثقا فية ترى أن الكتابة تطيل حياتها, لها العديد من المؤلفات (أيام معه, ليلة واحدة, أنا والمدى, عشرون عاما, دمشق بيتي الصغير). ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية استضاف نادي الذاكرة الأديبة كوليت خوري التي استعادت ذكريات خاصة عن شهر رمضان كما كانت تعيشه في طفولتها وهي العاشقة لدمشق حيث تحدثت قائلة: أريد أن أعترف أنني لا أعرف شيئا عن نادي الذاكرة وهذا تقصير مني إلا أنني سعيدة جدا بلقائي بكم وأريد أن أقول كل عام وأنتم بخير لجميع الصائمين ولجميع المؤمنين غير الصائمين واجمالا لكل المؤمنين بالله وبالوطن والحق والمحبة. إن الكثير من المسيحيين في هذا الشهر الفضيل يقومون بالصيام لعدة أيام وذلك لمشاركة أصدقائهم واخوتهم بالافطار وأنا أعجب دائما كيف يستغرب كل غريب يأتي إلى دمشق هذا الأمر, فالكثيرين يستغربون هذا التفاهم بين المسيحيين والاسلام وهذا التآخي الذي يعود إلى دمشق هذه المدينة صاحبة التربة الخصبة والمياه العذبة والمناخ البديع وهي واحة الصحراء أي القطعة الخضراء الموجودة في الصحراء ولقد كانت جميع القوافل التي تمر في دمشق يسعدها البقاء والإقامة فيها ولذلك فإن الجذور البشرية في دمشق متعددة, لاسيما وأنها كانت تضفي من روحها على السكان مهما اختلفت جذورهم وتجعلهم اخوة حتى أننا نعرف جدا أن دمشق قد استخدمت كفعل وأصبحت تدمشق أي تدمشق ساكنيها أي تجعلهم حضاريين وتسكب عليهم روحها وحضارتها وبطبيعة الحال فالانسان الحضاري لا يمكن إلا أن يحترم مبدأه ودينه وفي الوقت نفسه يحترم مبدأ ودين الآخرين لا بل يتألم إذا اعتدى أحد على دين الآخر. لقد كانت دمشق جميلة جدا وقد كنا وأصدقائي نقوم بالصيام في شهر رمضان وعندما يرتفع صوت الآذان في مدينة دمشق كان يبدو لي مثل شريط مخملي يلف دمشق ويعطي نكهة شرقية جميلة جداً. والكثيرون يسألونني لماذا تصومين بضعة أيام في رمضان وما هو رمضان بالنسبة لك? أنا أقول: إن رمضان له العديد من الصفات الجميلة فالصوم مفيد جدا وله عدة فوائد جسدية ومعنوية فهو يجمع الأهالي والأحبة مع بعضهم البعض كما أنه يجعل الإنسان يغير نمط حياته والشعب الذي يستطيع السيطرة على إرادته هذا دليل أنه قادر على الوقوف أمام كل المصاعب. بالطبع لقد اختلفت دمشق عن ذي قبل فالأذان الذي كنا نسمعه والذي كان يلف مدينة دمشق ويرتفع إلى السماء لا يمكن سماعه اليوم في ضجيج السيارات والمقاهي والأهالي لم يعودوا يجتمعوا إلا على المسلسلات التي تعرضها القنوات الفضائية, أيضا عندما كنا نسير في دمشق لم نشعر يوما بحرارة الشمس لأن الأشجار كانت تحجب حر الشمس عنا, لابل كان يهب نسيم دافىء فيه رائحة الياسمين, بالإضافة إلى رذاذ الماء الخارج من النوافير المنتشرة في كل الأماكن. نحن واثقون أن دمشق عاصمة كبيرة وعريقة وتمتلك الكثير من العادات والتقاليد الجميلة, وأْعتقد أنها ستعود هذه العادات والتقاليد لأنها لا يمكن أن تذهب فهي أصالتنا. |
|