|
معاً على الطريق أذنت بداية القرن الحادي والعشرين بتنفيذ سياسات عقائدية تستبيح دماء العرب والمسلمين, خلافاً للأعراف والتقاليد السائدة في العلاقات الدولية المستندة إلى تبادل المصالح والمحافظة عليها بأقل الخسائر, لكن بوش والإدارة الأميركية المحافظة لم تلتزم تلك القواعد, وقامرت بقوة الدولة الأكبر, والتي كانت قادرة على تنفيذ سياسة الردع السلبي في جميع مناطق العالم, وضحت بعلاقات ثقة عمل الساسة السابقين على بنائها مع شعوب العالم على مدى مئة سنة, ارتبطت بمفاهيم الديمقراطية وحق تقرير المصير واختيار شكل النظام السياسي. وهكذا, ما بنته الإمبراطورية الأميركية على مدى عقود طويلة هدمته إدارة بوش المحافظة في أقل من عامين, في ظل ظروف كانت تؤهل الولايات المتحدة لتكريس دورها التاريخي كدولة عظمى استقطبت تأييد المجتمع الدولي كله إثر اعتداءات الحادي عشر من أيلول, وحظيت بدعم غير مسبوق في قضية سياسية ذات صبغة إنسانية, وفيما كانت التوقعات تشير إلى إقامة علاقات جيدة ما بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية, فإن إدارة بوش وفريقه-صاحب الأحلام الخرافية- قلب ظهر المجن وأظهر رغبة في التشفي من أبناء العروبة والإسلام مستبيحاً دماءهم وحرماتهم وأراضيهم رافعاً عقيدة العداء الأزلي شعاراً مجترحاً من غيبيات وأحقاد أبعدت السياسيين عن اتخاذ القرارات الصائبة الأمر الذي أسهم في تحويل المارد الكبير إلى لعبة يسهل التطاول عليها, على الرغم من الاستخدام المفرط للقوة وحرق الأرض والإنسان في العراق وأفغانستان, مع الاستعداد للوصول إلى أي بقعة يصلها أعداؤها الخياليون والمفترضون.. بوب وود وورد في كتابه الحرب الداخلية.. التاريخ السري للبيت الأبيض 2006-2008 الصادر قبل أيام يؤكد أن بوش اعترف أنه كان متعطشاً لدماء العراقيين, وكان يوبخ قادته الذين يصرون على إعلان تعداد قتلاهم, فيما يحضهم على الإعلان عن عدد الضحايا العراقيين. وبعد هذا أي خسارة تحملتها الدولة العظمى, وأي مصير ينتظرها في ظل إدارة تعتمد الثأر أسلوباً وتتبع الحقد سياسة, ويلعب بمقدراتها من لا يتقنون قراءة التاريخ. |
|