|
ثقافة وأنا أجد توافقاً تاماً بين كهنوتي، وبين هذا الالتزام. هذا مابدأ به الأب الياس زحلاوي محاضرته والتي هي بعنوان (كاهن عربي يخاطب الغرب) حيث قال: كيف لكاهن أن يخاطب الغرب الذي يسحقنا ويهدد وجودنا؟ لقد عرفت الغرب كما تعرفونه كلكم بالمطالعة وقراءة الآداب الغربية، وقد عرفته معرفة شخصية عام 1955 عندما أمضيت سنة في فرنسا ثم عام 1969 عندما أمضيت ثلاثة أشهر في ربوع أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. إن الغرب جبروت يريد أن يفرض نفسه على العالم، استطاع أن يهيمن على العالم لفترة طويلة ويحاول اليوم أن يبتلع العالم، في هذا الغرب اكتشفت فيه مجموعة من الكهنة الفرنسيين عرفتهم عام 1955 إذ كانت الثورة الجزائرية في بداياتها وكانوا هؤلاء يتصرفون مع إخوتهم الجزائريين في فرنسا بكل إخلاص وذلك من خلال خدمتهم لهم. وكنت أنا على اتصال دائم بهم وثمة واحد منهم لايزال حياً وأعرف أنه في ذلك الحين كان يستقبل في شقته كل عربي يدخل بابه ويقدم له كل ما يحتاج، هؤلاء الكهنة تعلمت لديهم الدمج التام بين الالتزام الإنساني الوطني والالتزام الكهنوتي والكنسي. بعد ذلك حاولت مخاطبة الغرب بطرق ثلاث: - الكلمة المباشرة - الكلمة المكتوبة - الكلمة المغناة (جوقة الفرح) إن الكلمة في الغرب بالرغم من الإعلام المضاد والمغير للحقائق لها شرفها وقيمتها ولها من يحبها ويدافع عنها، والويل للإنسان الذي لايقيم قيمة للكلمة لافي ذاته ولافي آخره، لقاءاتي المباشرة مع الغرب كثيرة وكان أولها في بريطانيا أبان انعقاد الندوة العالمية للمسيحيين من أجل فلسطين، وفي عام 1973 طالعت كتاباً وضعه رئيس أساقفة باريس أنذاك بعنوان ( الله عنيد) قرأت الكتاب ففوجئت بمضمونه لأن الكاتب كان منحازاً لليهود وكتب أنه كان يشعر بآلام اليهود ولهذا كتبت له رسالة قلت له كيف لم تر آلام الشعب الفلسطيني فأجابني برسالة أسفت لغضبي إذ قرأتها ومزقتها فالرسالة لاتعني لي شيئاً. كما قدم الأب الياس زحلاوي مجموعة من اللقاءات والندوات والمحاضرات التي قام بحضورها في الغرب للدفاع عن الشعب العربي. أما على صعيد الكلمة المكتوبة فقد كتب الأب زحلاوي لرئيس أساقفة فرنسا وكتب عام 1975 لكاردينال برازيلي كان مشهوراً بنضاله من أجل العدالة على مستوى العالم، كما كتب لرجال الدولة مثل جيمي كارتر وجاك شيراك وغيرهم.. أما فيما يخص الكلمة المغناة أي (جوقة الفرح) قال: كانت جوقة الفرح كأي جوقة في كنيسة، لكنني شئت أن تخرج خارج جدران الكنيسة، فجاءنا وديع الصافي ليقدم لنا ألحاناً تتوجه لله وحده وأردت لهذه الألحان أن تكون جسراً روحياً واحداً بين الاسلام والمسيحيين وهذا ماكان. في عام 1995 سافرت إلى فرنسا مع 105 منشدين في جولة تحمل نفقاتها مسلمون ومسيحيون وفي عام 1996 قمت بجولة في فرنسا وبلجيكا شارك فيها 136 شاباً وقد تحمل نفقاتها شاب فلسطيني الأصل دمشقي المولد لبناني الجنسية. كلنا في سورية نعيش حياة مشتركة، نرغب في تطوير هذه الحياة في تقدمها على كافة المستويات، أما أن يفارق بعضنا البعض فهذا مستحيل، ولانريد لأحد أن يسعى لتفريقنا وهذا للأسف مايريده الغرب. |
|