تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إتلاف الأدلة

معاً على الطريق
الأحد 4/5/2008
ديانا جبور

ما حكاية إخفاء الشهود وإتلاف الأدلة الدارجة هذين اليومين? من اختفاء شاهد ملك وهو بالتعريف والوظيفة أشد تأثيرا من شاهد العيان, لأنه في واقع الحال شريك في الجريمة الافتراضية لكنه انقلب على الشركاء, إلى قصف وتدمير بناء ادعى الأمريكيون فارتاح الإسرائيليون أنه مفاعل نووي كانت ستشغله سورية في المستقبل القريب, أي أنهم لو صدقوا لكانوا أتلفوا الدليل.

إذا كانوا متأكدين من طبيعة البناء وأغراضه, وهم يهيمنون على العالم ومؤسساته الدولية فلم الرجوع بالزمن إلى قرون ,عندما كان يسود الاعتقاد أن العالم يقف على قرن وأن حافظي توازنه آلهة تفرض هيمنتها بحكم القوة دون كبير اعتناء بالأخلاق? لمَ لم يقدموا أدلة وصورا إلى وكالة الطاقة الذرية لتجري أبحاثها وتحقيقاتها فتدعم ادعاءاتهم بالبراهين بدل أن تتمدد ظلال الشك لتبتلع ذريعة هي من الأصل واهية متهالكة, تطغى عليها أهداف لاسلمية وحسابات ورسائل سياسية كما صرح الرئيس الأمريكي نفسه وإحداها على ما اعتقد تثبيت القناعة الدولية أن أمريكا ليست فقط دولة عظمى بل قوة جانحة-ولو كان هذا الاجتياح ينتمي إلى منظومة مفاهيمية بائدة تقدم القوة على الأخلاق, فتنصب نفسها مدعيا وقاضيا وسيافا في مخالفة فادحة وفاضحة لبدهيات وأساسيات العمل الديبلوماسي الدولي ثم يسألونك مستغربين عن سبب تدني شعبية أمريكا.‏

وفي الرسائل ما أعلن وما أخفي وهو أعظم..لقد أوضح الرئيس الأمريكي أنه كشف ما بحوزته من معلومات ( ترى هل يمكن أن يكون مخدوعا) إنما تم لأهداف سياسية ولإيصال sms أمريكية باتجاه طرفين كوري لتحسين شروط التفاوض وإيراني على صلة بالجغرافيا وإمكانية الوصول.‏

لكن ماذا عن التوقيت? ترى هل يوجد رابط بين الإعلان عن الاستعداد الإسرائيلي الانسحاب من الجولان وكشف أمريكا بوش عن الوثائق المزعومة وهي التي أعربت في أكثر من مناسبة عن انعدام حماستها لمفاوضات سلام مع سورية, وأنها مع تضييق وتوتر متصاعدين?‏

dianajabbour@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية