|
البقعة الساخنة السياسة الأميركية خلال ولايتي إدارة بوش هي كذلك تماماً, وربما سيقول التاريخ فيها أكثر من ذلك, فأبرز ما يميزها أنها تقوم على التضليل والابتزاز, وتتسم بالغباء والعنجهية في تعاطيها مع القضايا الدولية والداخلية على السواء. وليس أدل على ذلك مما تسببت به هذه الإدارة من أزمات في العلاقات الدولية على المستويات جميعها بسبب نظرتها أحادية الجانب, وبسبب اتهاماتها المتكررة وتصويبها المستمر الى الحكومات والنظم الدولية هنا وهناك, بعد أن نصبت نفسها زوراً, شرطياً على العالم مهمته حماية الديمقراطية المزعومة وصيانة السلام والاستقرار!!. وكي لا تكون هذه النظرة الى السياسة الأميركية عديمة القيمة كما هو حال الاتهامات التي توزعها يمنة ويسرة يمكن أن تساق مئات الأدلة على فشل وتخبط وكارثية سياسة بوش على أمريكا والعالم, وعلى مستقبل الأمن والسلام والاستقرار العالمي.. فمن أفغانستان والعراق الى لبنان وفلسطين مروراً بالعلاقة المتوترة مع روسيا والصين, وانتهاء بتبديدها المليارات من الفوائض التي ورثتها عن إدارة كلينتون وتسجيلها أثقل وأكبر عجوزات في تاريخ الولايات المتحدة. هذه الإدارة الحمقاء التي تدعي أنها رافعة لواء الديمقراطية والسلام والاستقرار, بدلاً من أن تسعى الى الحوار والتعاون مع شعوب وحكومات العالم, على قاعدة المبادىء والأسس والقوانين الدولية, فجرت الحروب العبثية والعدوانية وخاضتها وما زالت تهدد باستخدام القوة والمزيد منها.. فماذا كانت النتيجة?! هل تحققت الديمقراطية, وهل تعززت مسيرة السلام والاستقرار أم أنها سجلت تراجعاً غير مسبوق?! واقعاً هي لم تتراجع فحسب وإنما باتت مهددة بسبب سياسات بوش الحمقاء, وإلا فما معنى أن تعتبر الغالبية الساحقة في أوروبا أن أميركا وإسرائيل تشكلان أكبر تهديد للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم?! اليوم تأتي الاتهامات الأميركية الموجهة الى سورية واعترافات بوش الأخيرة بشأن كذب الاتهامات.. كل ذلك يأتي في سياق القصة المملة والرواية السيئة إياها التي لا تستحق الاهتمام إلا من باب العمل على تفنيد الأكاذيب المفضوحة أصلاً, والتي تؤكد بدورها أن هذه الإدارة هي إدارة أكثر من مشبوهة, وأن ما ينطبق على أصحاب السوابق في إطار القضاء والقانون ينطبق عليها, وينبغي محاسبتها على كذبة العراق, وعلى كل محاولة مستقبلية مماثلة تقوم على الأكاذيب والفبركات. |
|