|
عن: موقع NEO إن الأكراد , بالنسبة لمستهلكي المعلومات الوهمية يسعون لإنشاء حكومتهم الخاصة بعيداً عن سيطرة بغداد. على الرغم من اختلاطها مع حقائق لم يتم توضيحها أو مع مجرد تخمينات. والواقع أن عمليات احتيال القرن لا زالت مستمرة. لنذهب في القول مباشرة. إن الأمة الكردية الحديثة برع في تكوينها العملاء الذين استخدموا الأكراد كدمى لتمرير اتفاقيات مع زعماء الأقليات لديهم ( الاوليغارشية ). نعم نتكلم عن حسابات مصرفية ضخمة في سويسرا وسنوات عديدة من التعاون مع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والتركية والسعودية. إن الشعب الكردي نفسه , ربما يعتبر من بين الشعوب الأكثر كرماً وتسامحاً , فهو يعيش في إحدى الدول التي تمتلك أضخم الموارد على وجه الأرض. تمتلك احتياطياً ضخماً من النفط والغاز , ويمر بها أنابيب نفط هي الأخرى ضخمة , أمة متجمعة تشبه ثعباناً يمتد من البحر المتوسط عابراً سورية فالعراق وإيران لغاية بحر قزوين. ويجد الأكراد الذين يتوزع شتاتهم في كل أنحاء العالم , الراغبين في العودة إلى بلادهم بسلام واستقرار أنفسهم مرة أخرى في خلطة حساء. فمن المؤكد أنه لم يكن هناك تنظيم داعش في العراق دون اتفاق تم بين جماعة النظام العراقي السابق والجيش الذي أنشأه الجنرال بتراوس بالتواطؤ مع المال السعودي وشكلته وكالة الاستخبارات الأميركية وجيش من المستشارين الإسرائيليين. كانت فنادق أربيل الفخمة لسنوات عديدة مقار للفرق السرية ( الاستخباراتية والاستطلاعية والمراقبة) التي سمحت لداعش لتكون قوة يخشى جانبها. أما أربيل بمطارها الدولي فقد كان مقراً حقيقياً لتنظيم داعش. ( رجال أعمال ) يعملون لصالح شركات نفط وهمية يدخلون ويغادرون , وكالات أمن مرافقة لهم بكل خطواتهم مع خبراتهم ومعداتهم ذات التقنية العالية وعيونهم وآذانهم والتخطيط الاستراتيجي لتنظيم داعش والنصرة والجيش الحر والعشرات من التنظيمات الأخرى. هذا وقد اتبعت المعدات الثقيلة التي قدمتها وكالة الاستخبارات الأميركية لمحاربة الجيش السوري والعراقي إلى الإرهابيين طرقاً سرية امتدت من مدينة العقبة الأردنية ومن إسرائيل والسعودية , ولا سيما طريق دول البلقان عبر تركيا , كل شيء بما فيه الغازات السامة لغاية صواريخ تاو. ولا تعود رواية الأكراد إلى 20 عاما فحسب بل لنقل إلى أكثر من 1000 عام ، خلالهم تواترت على حكم منطقة الشرق الأوسط امبراطوريات عديدة , من الإمبراطورية الفارسية في إيران والعثمانيين والفرنسيين والبريطانيين والآن الأمريكيين. وكان يسكن كردستان السومريون، والكلدانيون، أور ونينوى منذ حوالي 6000 سنة من التاريخ قبل الروايات التوراتية ، والتي جاءت في وقت لاحق من ذلك بكثير. وتم الاعتراف بالأكراد كمجموعة عرقية منفصلة منذ القرن الخامس عشر، عندما بدأت علاقتهم الصعبة مع الأتراك العثمانيين تتوتر، مثل تلك التي نراها اليوم في ساحات القتال في شمال سورية. وعندما قسم الغرب منطقة الشرق الأوسط، في نهاية الحرب العظمى، وخلقوا كيانات مثل تركيا الحديثة والمملكة السعودية، لم يكن هناك بيت للأكراد، كان شعباً من التاريخ، تماما مثل الفلسطينيين بعد الحرب العالمية الثانية , عندما جرى طرد الفلسطينيين وتهميشهم. حينذاك لم يكن الأكراد أكثر من مجرد شوكة في قدم العملاق التركي حتى حان الوقت لكي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية ضد صدام. وحتى ذلك الحين، لم تكن وكالة المخابرات المركزية قد تسللت سوى إلى المناطق الكردية في إيران لإثارة الخلاف بينهم وبين الجمهورية الإيرانية في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، التي كانت ضد المصالح الأمريكية. وقد استخدمت إسرائيل الأكراد للتسلل إلى العراق والتجسس على برامج أسلحة صدام وشراء مواقعها لدى القبائل المنشقة التي من شأنها أن تلعب دورا رئيسيا عند نهاية حكم صدام. ونتساءل هنا هل ناورت إسرائيل مع صدام، من خلال تمرير الموافقة الأمريكية على احتلاله الكويت بدعم من بوش، أي منذ البداية؟ هل كانت تلك احدى الأحداث المنبئة حيث الثعبان السعودي - الإسرائيلي المتلاعب والملتوي أطل برأسه القبيح؟ هل هذا يعني أن اختراق وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأميركية من قبل التحالف السعودي الإسرائيلي والتركي قد أدى لتحول في السياسة الخارجية الأميركية ؟ هل كان ظهور المحافظين الجدد في أواخر التسعينات من تبعات ذلك أيضاً ؟ وماذا عن أحداث 11 سبتمبر؟ قد يكون الوضع الكردي اليوم هو بكل بساطة (وضع تراجع ) مع هزيمة وشيكة لتنظيم داعش. وإن كان ترامب مسيطراً عليه من قبل وكالة استخبارات أجنبية , أليست هي الاستخبارات الإسرائيلية ؟ وأليس الهدف من المبادرة الأميركية لدفع الأكراد نحو دير الزور جرهم لمواجهة مباشرة مع الجيش السوري وروسيا خدمة للمصالح الإسرائيلية ؟ وأليست المساعي السعودية التي قدمت ( مساعيها الحميدة ) لتسوية الخلافات بين أربيل وبغداد واضحة ؟ إن كانت الولايات المتحدة في عهد ترامب , مثلما يعتبرها الكثيرون هي دولة تابعة لإسرائيل والسعودية , أليس حقيقة أن مسعى المملكة السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة هو من أجل استخدام الدولة الكردية كمنصة لتعهدات معادية لإيران وشكل جديد من أشكال الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة ؟ وهل ستصر تركيا في عهد اردوغان على انضمام مجمد مع اتحاد أوروبي متراجع أو تشكيل تحالف منافس ؟ وهل ستنتهي الباكستان التي تشهد الآن صراعاً مع الولايات المتحدة إلى قطع علاقاتها مع السعودية ؟ وحينما ننظر إلى المصالح الوطنية والسياق التاريخي , هل سنتجاهل في كثير من الأحيان الفساد والابتزاز والدور الذي تلعبه التكتيكات الحالية على الساحة الدولية ؟ ثمة الكثير من ( السحر ) خلف ما حققته داعش من نجاحات , فساد وابتزاز وحتى حكومات بأكملها في واشنطن وأربيل وأنقرة كانت وراءها. الخوف أن يؤدي الاستفتاء الحالي إلى مجازر تمتد لأجيال , وهو آخر ما يريده الأكراد. |
|