تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدوحة كمقر ومستقر!!

معاً على الطريق
الخميس 5-10-2017
علي نصر الله

جلسات بحث ونقاش حامية مُطولة مُتعاقبة تُعقد في وزارة الخارجية، وفي مجلسي النواب والشيوخ، وأخرى تعقدها اللجان المُختصة بالكونغرس الأميركي يحضرها وزير الحرب ورئيس الأركان للاستماع لهما، قبل أن ينتهي كل ذلك للإعلان عن خطة تُعدها إدارة دونالد ترامب لإغلاق مكتب حركة طالبان في الدوحة.

أميركا تريد إغلاق مكتب طالبان بالدوحة رغم أن الآراء ما زالت مُتضاربة بين مُؤيد ومُعارض، بين من يرى أن الإغلاق يُضر بالمصالح الأميركية، وبين من يُصر على الإبقاء عليه، واستخدام خيار الإغلاق والتلويح به لمُمارسة الضغط على الدوحة وطالبان معاً.‏

إذاً أميركا هي التي افتتحت لطالبان المكتب التمثيلي في الدوحة، وهي من يريد أن يُنهي التمثيلية السخيفة والمسرحية البائسة، تفاوض وحوار وحل سلمي و .. و .. الخ.‏

أُغلق المكتب الطالباني بالدوحة، أم تمّ الإبقاء عليه، قد لا يكون مُهماً للكثيرين، بل قد يكون آخر هم الكثير من السياسيين حول العالم، وربما يتداول الإعلام العالمي الخبر ويُمرره من دون توقف للقراءة بين سطوره وثناياه، هكذا ببساطة تجري عملية تسطيح كل شيء وخاصة عندما يكون هناك ثمّة ما هو أهم يشغل العالم، والناس كل الناس في أربع جهات الأرض.‏

هل شعر أحدٌ بوجوب السؤال عن ضرورة افتتاح مكتب لطالبان في الدوحة؟ ولماذا الدوحة دون سواها؟ ولماذا الدوحة وليس الرياض أو جدة؟ ما الغاية من افتتاحه؟ ولماذا إغلاقه الآن؟ ما دور الدوحة الذي لعبته؟ هل هي مُجرد ساعي بريد بين طالبان وأميركا؟ أم أنها المقر الأميركي المُعتمد للقاعدة، للأخوان، للدواعش إلى جانب طالبان؟.‏

عشرات الأسئلة يتوجب على العالم إثارتها وطرحها بإلحاح بحثاً عن إجابات مُقنعة وليس لمُجرد الإثارة والطرح، وقد يكون أهمها هو: إذا كانت الدوحة كذلك مُعتمدة أميركياً كمقر لهذه التنظيمات التي تدعي واشنطن زوراً وبُهتاناً مُحاربتها لا استخدامها والاستثمار فيها، فلماذا اتهمت الدوحة بدعم الإرهاب وخلقت لها أزمة طاحنة مع أخواتها وشركائها برعاية حركات وتنظيمات التكفير والإرهاب؟.‏

العقل الشيطاني الأميركي الذي جعل من الدوحة مقراً ومُستقراً لهذه التنظيمات الإرهابية وافتتح لها هناك مكاتب إلى جانب مكاتب الموساد والسي أي إيه، هو ذاته الذي جعل من أنقرة تلعب أدواراً مُطابقة تحت إشرافه المباشر، وهو ذاته الذي أراد في لحظة مُحددة أن يدفع بمملكة الجهل السعودية لتتقدم على قطر، ثم ليُوقع بينهما رغم تماثل المهمة المُسندة لهما!.‏

أميركا محراك الشر في العالم، والإثبات لا يحتاج أدلة إضافية تقبض عليها حكومات العالم وشعوبه لتتحرك وتضع لها حداً، يكفي التمعن بتعدد أوجه ما قد يرد في سياق الإجابة على التساؤلات المطروحة لا لتكون إدانة العالم للولايات المتحدة يقينية، بل لتكون الدافع والمُحرض له ليسوقها للمُحاكمة، وبأثر رجعي على كل ما ارتكبته من جرائم ومجازر على امتداد العالم، قبل أن يشرع بإغلاق مقر ومُستقر أذرعها الإرهابية، والالتفات لمُحاسبة مُستضيفيها بالدوحة وأنقرة وجدة وأبو ظبي وغيرها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية