|
الخميس 16-8-2012 تمتد إليها الأيدي الخارجية فيحتضن الأتراك والأعراب المتمردين فيها، والخارجين على الدولة والقانون، والفارين منها بثقل خيانتهم لها وعقوقهم إياها، والحاضنون ينطلقون من ذاكرة مطرودة قديماً، أو من غطرسة في تطويع من لا ينساق للتبعية مؤدياً فروض الولاء والطاعة... أو من ذات لص أخذ ما لا حق له فيه ويحاول أن يستحوذ على أطول زمن ممكن في حيازة ما سطا عليه بالخديعة والهيمنة... يفتحون مسارب لضخ السلاح الذي يسفك الدماء ثم يستشري الحقد فيحقن في الجسد الوطن وتنصب مواخير التدريب لمجموعات المسلحين الذين يجمعون شراذمهم ممن لفظتهم أوطانهم.. وتجمع دول الضغائن قدراتها لتمدهم بالمساعدات اللوجستية.. والمشهد يعيد ذاته تخرج أميركا من العراق وآثامها حاضرة لا تغادر.. تحطم ليبيا وبقايا الغدر والحقد تبقى جاثمة على أرضها وبين ظهرانيها في مستودعات تزرع السلاح بين أيدي أبنائها ليبقى نزيز الدماء يتقد فيها، وتتجمع قوى الحقد لتجعل من تركيا ساحة تجمع الأحقاد فتصبح بركاناً يلقي بحممه لحظة يرفع الغطاء عن فوهته لأنها الحدود الطولى ومساربها الكثيرة غير الشرعية حاضرة بغير تكرار حيث صعوبة الضبط، والاستغلال من الطرف الآخر... وهناك ترقد غرف العمليات وحياكة المؤامرات ورسم خرائط زرع الشقاق واحتضان الانشقاق، وتجميع الاستخبارات مختلفة الجنسيات لوضع أرفع المقدرات في رسم التحركات التآمرية لإضعاف الدولة السورية، والهدف رأس سورية وليس أفراداً مهما كانت تراتبيتهم الهرمية.. فتأتي أوراق إشعار التمويل والدعم الممهورة بخاتم حاكم الولايات المتحدة الأميركية (أوباما) وهو على مشارف جمع الأصوات لينال مرحلة رئاسية ثانية حيث هي المهم، وليس مهماً إن كان الثمن تحطيم سورية أو تدميرها معلناً- على لسان السيدة التي ارتدت قناع دراكولا حيث يقطر فمها دماً لضحايا سورية - اصطفافه إلى جانب المتمردين.. في مجموعاتهم المشرذمة فكل مصدر خارجي حاقن للإرهاب يستزلم جماعة تتبعه، لينال قدماً على الأرض السورية في غيبوبة عن أن الشعب السوري وجيشه قادر على بتر أي قدم تطأ أرضه تحت أي مسمى إلا إن جاء صديقاً أو وسيط خير.. ولعل ما يجب التنبه إليه والتيقظ له قبل فوات الأوان، عودة في الذاكرة إلى أول حافلة وقفت في أرض بغداد بعد أن وطأت قدم أول أميركي عليها تلك الحافلة التي لمت مرتزقة من غير أهل البلاد لا يمتون لها لا بألسنتهم ولا بسحنتهم، توقفت تلك عند المتحف الكبير حيث انفلش تتار الزمن الآتي فيه نهباً وتخريباً، سرقة وتكسيراً، والغاية تحطيم التاريخ كي لا يبقى إلا ما تدعيه الصهيونية أن لها على الأرض العربية معالم (غير موجودة تاريخياً)... مقابل محو التاريخ العربي ودلالة آثاره التي حكم عليها بالإعدام. واليوم ذات الهدف ولكن من كتب السيناريو غير في المنحى الدرامي فجعل التخريب من خلال المسلحين إما بالتواجد في معالم التاريخ ومدنه لتكون ساحة اقتتال تنالها الأسلحة المختلفة.. أو استهدافها بشكل مباشر كما حدث في المدن المنسية... في فعل يخرب واحة التاريخ لعشرة آلاف عام من الزمن كتب مآثر وتاريخ الشعوب التي عاشت على هذه الأرض الطهور. ما يدور اليوم في سورية إنذار لانتشار الشر في كل المحيط إقليمياً ويمكنه أن ينتقل دولياً. من البداية قال البعض إنها حرب أشباح وهو لا يعني الخرافة في الأسطورة بل كان يعي تماماً أن السلاح الذي يصدر لسورية من تحت العباءات يلتمع مثل ربطات عنق من يسهمون في ضخه، وأولئك الذين يرفعون شعار مساعدة فئات العبث هذه، وما يحز في النفس أن كل هؤلاء هوياتهم يعرفها القاصي والداني المعارض والموالي وكل فئات الشعب السوري وحتى من يقف إلى جانبهم إنهم أعداء في التاريخ والجغرافية ومن يصطف إلى جانبهم محتل تاريخي لأرضنا، مغتال تاريخي لجغرافيتنا وتاريخنا، ولأنه المطرود كما إبليس من الجنة يلعب ذات الدور الآن في إغراء الكثيرين لإخراجهم من دائرة الجنة إلى جهنم الدنيا قبل الآخرة. تاريخنا لنا.. آثارنا ملكنا.. فلنحافظ عليها لأنها هويتنا الحقيقية، وعلينا أن نمسك بجغرافيتنا التي فرضت علينا لأنها حدود سيادتنا وإن كان الوطن في ذواتنا أوسع من الجغرافيا بكثير وموغل في قدم التاريخ مثل عاصمتنا الغالية دمشق الفيحاء أقدم عاصمة مأهولة بإقرار رسمي من تاريخ البشرية. |
|