تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تحـريــرهـــا..من حرب الاستنزاف إلى اقتحام «بارليف»

قاعدة الحدث
الخميس 16-8-2012
إعداد: عايدة ليوس

تعتبر شبه جزيرة سيناء المصرية منطقة إستراتيجية مهمة نظرا لغناها بالثروات الباطنية وموقعها الجغرافي الذي يربط بين آسيا وإفريقيا وإطلالتها على البحر المتوسط والبحر الأحمر وخليج السويس

ولذلك كانت محط أطماع الاستعمار ولاسيما الكيان الصهيوني حيث حاول احتلال جزء منها أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956 ولكنه انسحب منها بعد قرار من الأمم المتحدة وفي عام 1967 احتل الكيان الصهيوني شبه جزيرة سيناء بالكامل بعد العدوان الغاشم على كلٍ من مصر و سورية والأردن ولبنان.‏

بعد نكسة 1967 دخل الجيش المصري في حرب الاستنزاف في انتظار بناء القوات المسلحة من جديد ودخول الحرب مع العدو الصهيوني لاسترداد سيناء حيث كان الهدف من هذه الحرب الذي أطلقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استنزاف طاقات العدو وتنفيذ عمليات داخل سيناء لتؤكد للعدو وللشعب المصري والعالم بأكمله بأن الحرب لم تنته بعد ولم تنته إلا بتحرير الأراضي المصرية المحتلة.‏

وقد قسم المؤرخون العسكريون حرب الاستنزاف إلى ثلاث مراحل الأولى مرحلة الصمود والهدف منها صمود القوات المصرية حتى الانتهاء من إعادة بناء القوات المسلحة والرد على هجمات العدو واستغرقت هذه المرحلة من حزيران 1967 إلى آب 1968 أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الدفاع النشط وأطلق عليها مرحلة المواجهة واستغرقت من أيلول 1968 إلى شباط 1969. والمرحلة الثالثة سميت بالردع أو التحدي وكانت العمليات العسكرية خلالها أشبه بالمعارك الحقيقية وتم تأهيل الجيش المصري عمليا ومعنويا للمعركة وقد استغرقت من آذار 1969 إلى آب 1970.‏

وقد اشتملت حرب الاستنزاف على عدة عمليات مهمة وشهيرة تم خلالها تدمير العديد من القطع البحرية الإسرائيلية وإفساد محاولات إسرائيل باستغلال موارد سيناء وضربت منشآتها ومعاملها التي أنشأتها بسيناء على الجبهة الشرقية للقناة.‏

لقد توجت حرب الاستنزاف التي خاضها الجيش المصري بحرب تشرين التحريرية عام 1973 وتمكن الجيش المصري من اختراق خط بارليف الذي يعد من الخطوط القتالية الحصينة في العالم حيث يتألف من سلسلة من التحصينات الدفاعية التي تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس وبعمق 12 كلم داخل شبه جزيرة سيناء ويحتوي على 22 موقعا دفاعيا و26 نقطة حصينة وتم تحصين مبانيها بالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية من أعمال القصف كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات و24 ملجأ للأفراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاون ومناطق للألغام وكل نقطة حصينة عبارة عن منشاة هندسية وتتكون من عدة طوابق تغوص في باطن الأرض ومساحتها 4000 متر مربع وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وقصف المدفعية كما وجهزت كل نقطة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى لاسلكيا بالإضافة إلى مستودعات النابالم التي تشكل قوة نارية كبيرة ومع كل هذا استطاع الجيش المصري البطل من عبور القناة خلال ست ساعات وتدمير خط بارليف وقتل 126 جنديا إسرائيليا وأسر 161 آخرين ووصل الجيش المصري إلى عمق 15 كلم داخل سيناء الأمر الذي أفقد العدو توازنه ودفع بالولايات المتحدة الأميركية لمد جسر جوي لدعم الكيان الصهيوني بعد استغاثة غولدمائير الشهيرة.‏

وفي 21 تشرين الأول صدر القرار 338 من مجلس الأمن الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من 22 تشرين الأول 1973 وفي 1974 تم الاتفاق لفض الاشتباك وبعدها جاءت اتفاقية فض الاشتباك الثانية أيلول 1975 وفي عام 1978 وقّع الرئيس المصري أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل تم بموجبها تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء يبدأ من 26 أيار 1979 برفع العلم المصري على منطقة العريش وفي 26 تموز 1979 بدأت المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء بمساحة 6 آلاف كلم مربع من «أبو زنيمة» وأخيراً الانسحاب الإسرائيلي من منطقة سانت كاترين ووادي الغور في 19 تشرين الثاني 1979 وهو ما يوافق العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء. وفي يوم 25 نيسان 1982 تم رفع العلم المصري على مدينة رفح في شمال سيناء وشرم الشيخ في جنوب سيناء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية