تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إغـلاق المعابـر مع غـزة وسد الأنفاق.. تواصل الانتشار السرطاني الإسرائيلي

قاعدة الحدث
الخميس 16-8-2012
إعداد: سليمان قبلان

لا يزال السرطان الإسرائيلي يحاول التوسع في جسد الأمة العربية، وحتى سيناء ما زالت في مطامع هذا الكيان، حيث تعتبر سيناء الخاصرة الأمنية الرخوة بالنسبة لمصر،

وغزة هي المتاخمة لسيناء، وبالتالي فإن ضعف وتهتك أمن غزة سيكون مدخلاً ومخرجاً لأي عمل تخريبي يستهدف الأمن القومي المصري من جهة سيناء، هذا وترتبط المنطقتان ارتباطاً وثيقاً جغرافياً وتاريخياً (اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً). باحثون رأوا أن الاعتداء الأخير هدفه بث الفتنة بين المنطقتين، والتمهيد لتوسع إسرائيلي في غزة وسيناء.‏

تاريخياً، يشير تقرير اصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى أن منطقة شمال سيناء كانت مشدودةً إلى مدينة غزة بوصفها مركزاً حضريًّا تقليديّاً قديماً وجاذباً للأعمال التجاريّة، وسوقاً تجد فيها التجمّعات الصغيرة المتناثرة في شمال سيناء وجنوبها ما تحتاج إليه من السلع، وتوثّقت العلاقة بالذات عند وقوع قطاع غزّة تحت الإدارة المصريّة بعد حرب عام 1948. وقد عزّزت أشكال العلاقة التجاريّة والارتباط الإداريّ العلاقات الاجتماعيّة بتصاهر العائلات والإقامة والسكن بين الفلسطينيّين والبدو –وفق التقرير، وأصبحت العلاقة الوجاهيّة العائليّة راسخةً بين أهالي منطقتي خان يونس ورفح الفلسطينيّتين ومنطقة الشيخ زويد، وبين قبائل وسط سيناء ونظرائهم في النقب الشماليّ.‏

أما جغرافياً،، فسيناء وفلسطين (خاصة قطاع غزة) هما القلب العربي الحقيقي الذي يصل شرق الوطن العربي بغربه، وأيضاً قارة افريقيا بباقي القارات. وتتصل سيناء بقطاع غزة عن طريق معبر رفح، الذي يفصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، اللتين كانتا سابقاً مدينة واحدة قبل تقسيم الاحتلال لها. إضافة إلى بعض الأنفاق التي كانت تستخدم لإعانة أهالي قطاع غزة أثناء الحصار وإغلاق معبر رفح.‏

وبخصوص الأنفاق التي باتت تشكل مؤخراً مشكلة بالنسبة إلى مصر، أكدت حماس على سد هذه الأنفاق في حال تم فتح معبر رفح - بعد أن أغلقته مصر بسبب الاعتداء الأخير- حيث صرح صلاح بردويل المتحدث باسم حماس: إننا مستعدون لغلق كل الأنفاق السرية على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، إذا وافق المصريون على إعادة فتح معبر رفح الحدودي بشكل دائم. وقال بردويل: «الأنفاق وسيلة ضرورية وشعبية لكسر الحصار الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة»، وأضاف «ان الأنفاق كانت هناك حاجة لها؛ لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ومقاومتهم ضد سياسة الاحتلال التي تعمل على تهويد المقدسات وقتل النساء والأطفال والمرضى»، مؤكداً أن اغلاق معبر رفح عقوبة جماعية بحق الشعب الفلسطيني. أما مصر فقد قررت إعادة فتح المعبر الثلاثاء الماضي ولمدة ثلاثة أيام وذلك للحالات الضرورية فقط.‏

خبراء رأوا أن الاعتداء الأخير على السيادة المصرية، هو إسرائيلي الصنع بامتياز، حيث أكد الدكتور محمد عوض وزير الخارجية والتخطيط الفلسطيني نائب رئيس الوزراء إسماعيل هنية في غزة، الاثنين الماضي، أن حكومة غزة لا يمكنها السماح لأي جهة المساس بأمن وسيادة واستقرار مصر، وقال: «ان هناك أطرافاً عديدة على رأسها الاحتلال الإسرائيلي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في مصر من خلال تحويل منطقة سيناء إلى ساحة لعمليات إرهابية وإجرامية».‏

وفي تصريح لـ«اليوم السابع»، أشار مصطفى بكري -عضو سابق في مجلس الشعب المصري- إلى أن ما حدث هو مخطط صهيوني لعودة إسرائيل إلى سيناء وتهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية بسيناء، قائلاً: إن ما حدث اليوم يجعلنا نتساءل عن الدولة المصرية، التي تركت سيناء أسيرة للانفلات الأمني والعنف، مضيفاً أن الذي قتل الجنود المصريين هم جماعات تكفيرية وتقف وراءها قوى تستهدف نشر الفوضى وتنفيذ المخططات الصهيونية على أرض مصر. وشدد بكري على أن إسرائيل كانت على علم بالمخطط، وكانت طرفا فاعلا في تلك المؤامرة، مستشهداً بالتحذيرات التي وجهتها إسرائيل لرعاياها على الحدود قبل يومين بالبعد عن منطقة سيناء.‏

وفيما يبدو أنه تحريض ضد بدو سيناء؛ نقلت بعض المواقع الاخبارية عن المسؤول الإسرائيلي قوله إنه «من أجل حل المشكلة الأمنية في المنطقة لابد من اتخاذ إجراءات عسكرية صارمة ضد بدو سيناء؛ مع تقديم حوافز اقتصادية لهم حتى يتركوا الإرهاب ويعودوا للاشتغال بالتجارة والسياحة». وختم المسؤول الإسرائيلي بأن «المصريين ينشرون جميع قوات الشرطة على الحدود مع إسرائيل؛ في حين أن المشكلة ليست في الحدود مع إسرائيل وإنما في الحدود مع السودان؛ حيث يتم تهريب السلاح من هناك»!!!.‏

أما بعض كبار مشايخ قبائل البدو بشمال سيناء كشفوا أن هناك أياديا إسرائيلية تعبث بأمن مصر خاصة في المناطق الحدودية وذلك من أجل زعزعة الأمن والاستقرار بين دولتي مصر وفلسطين‏، وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من جراء نشر شائعات مغرضة بين أهالي المنطقتين، حيث أكد الشيخ عيادة زايد كبير قبيلة الأخارسة بشمال سيناء أن إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى في زعزعة الاستقرار بسيناء وخاصة بعد أن أعلن الرئيس محمد مرسي عزمه على إعادة إعمار سيناء والدفع بعجله التنمية بها. وأوضح الشيخ محمد ناقل من قبيلة البياضية، أن تل أبيب تدفع أموالا كثيرة لبعض الفلسطينيين من ضعاف النفوس وتقوم بتدريبهم على تنفيذ عمليات إرهابية بسيناء، كما انها تستغل ارتفاع نسبة البطالة بسيناء والتي وصلت إلى أكثر من15 الف شاب عاطل وتقوم باستقطاب تلك الفئة من ابناء مصر وتغريهم بالاموال مقابل شن هجمات ارهابية ضد رجال الأمن والشرطة العسكرية بسيناء. وأشار إلى انهم يتخذون من بعض المناطق بسيناء مأوى لهم مثل جبل الحلال ومنطقة التومة وبعض المناطق بالشيخ زويد وغيرها من المناطق الجبلية التي يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها. محللون أكدوا أن الأحداث الأخيرة في سيناء، تصب في مصلحة طرف واحد وهو الكيان الإسرائيلي، الذي يهدف إلى فك الارتباط الوثيق بين قطاع غزة وسيناء، إضافة إلى محاولة منه لتبرير تدخله في أرض سيناء، بحجة أن هذه المنطقة بيئة خصبة بأخطر التنظيمات الإرهابية والجهادية، أو ربما لإعادة احتلالها نظراَ لأهميتها الاستراتيجية واشرافها على قناة السويس، وهذا يعني احتلال القناة أيضاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية