|
قاعدة الحدث إن ما يجري اليوم في سيناء، يؤكد حقائق عديدة، أولها أن الكيان الإسرائيلي هو المستفيد الأكبر من خلق الفوضى فيها من خلال تأجيج الصراع الدامي الذي يقوم به وينفذه مسلحون متشددون ضد الجيش المصري، تمهيداً لخلق كيان انفصالي يهدد وحدة مصر، وهذا المخطط يتماشى مع المخطط الأميركي- الصهيوني لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات متناحرة وفق ما أسموه « الفوضى الخلاقة» لذا فإن قيام المسلحين المتشددين بقتل جنود مصريين بدم بارد، يدل على التنسيق الخفي بينهم وبين الكيان الإسرائيلي الغاصب. إن موقع سيناء الاستراتيجي وثرواتها الهائلة ومساحتها الكبيرة وإطلالتها على البحرين المتوسط والأحمر وكذلك على خليج السويس وقناة السويس وأيضاً مجاورتها لخليج العقبة وغزة وصحراء النقب كل هذا يجعلها في قلب المخطط الأميركي- الصهيوني من أجل انتزاعها من مصر وتحويلها إلى دويلة ضعيفة وتابعة. صحيح أن العدو الإسرائيلي سعى لاحتلالها مرتين عام 1956 وعام 1967 لكن سيناء اليوم ورغم أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تلتفت إلى تنميتها وانتشالها سكانها من الفقر ما جعلها بؤرة مناسبة لظهور التطرف، لكن الجيش المصري الذي استطاع في حرب تشرين عام 1973 اقتحام خط بارليف وتدميره، ولولا العقبات التي وضعت في طريقه وحالت دون استمرار الحرب لتحرير سيناء بالكامل ما أبقى سيناء وجراء اتفاقيات كامب ديفيد منقوصة السيادة المصرية عليها لذا فإن محاولات نشر الفوضى فيها اليوم تمهيداً لفصلها عن مصر تتطلب وعياً وإصراراً من الجيش المصري لاستعادة السياسة الكاملة لمصر على أرض سيناء. |
|